بقلم - حمدي رزق
نحن أحرار بمقدار ما يكون غيرنا أحرارًا، منطوق الحرية يحكم، وعلى هذه القاعدة، بلغتنى رسالة على بريدى الإلكترونى من منظمة «آفاز» تدعونى إلى التوقيع على عريضة موجهة إلى اللجنة الأولمبية الدولية لحظر مشاركة إسرائيل فى دورة الألعاب الأولمبية التى ستنطلق فى باريس، (من 26 يوليو إلى 11 أغسطس 2024).
للتعريف.. «آفاز» منظمة عالمية أُطلقت عام 2007، تناضل بالأساس من أجل قضايا البيئة ضمن قضايا عديدة تهم الإنسان. مهمتها بحسب تعريفها «ردم الهوة بين العالم الذى نعيشه اليوم والعالم الذى يريده أغلب الناس فى كل مكان».
تقوم «آفاز» بإطلاق حملاتها بـ17 لغة، وتقول إن عدد أعضائها يتجاوز 40 مليون شخص فى جميع دول العالم.
«آفاز» تلفتنا إلى (عار) مشاركة الكيان الصهيونى فى أولمبياد باريس، ومن خطابها تتضح قسوة المقارنة بين أضواء باريس وظلام غزة، نصًّا: «تتجه أنظار العالم إلى باريس، التى ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية، لكنّ غزة تعيش حدثًا مختلفًا، حيث حرمت الحرب الإسرائيلية 36 ألف شخص من مشاهدة الحدث العالمى، أما الأطفال الذين كانوا يحلمون بالمنافسة يومًا فقد حرمهم الاحتلال من أطرافهم، وقتل أحلامهم».
إذا ما لم يتغير هذا الواقع المؤلم، فستستمر إسرائيل فى قتل الأطفال، بينما يتنافس الرياضيون للحصول على الذهب، وقد أعلنت إسرائيل عن استعدادها لمواصلة الحرب لسبعة أشهر أخرى.
الاجتماع العالمى لحضور الألعاب الأولمبية فى باريس فرصة مثالية لإرسال رسالة مفادها أن «المجتمع الدولى لن يتسامح مع القتل الجماعى، ولا يمكن للرياضيين المنافسة تحت رايةٍ ملطخة بدماء الأبرياء».
ترفع «آفاز» الصوت عاليًا: امنعوا إسرائيل من المشاركة فى أولمبياد باريس، الحدث الأولمبى العالمى يُعتبر محفلًا للسلام، وحظر مشاركة إسرائيل فيه رسالة قوية للبلدان المتهمة بارتكاب الفظائع.
امنعوا إسرائيل، كما حظرت اللجنة الأولمبية مشاركة «روسيا» فى الأولمبياد بعد غزوها أوكرانيا، وكما منعت جنوب إفريقيا فى عام 1964 تعبيرًا عن الرفض الدولى الموحد للفصل العنصرى.
قد يتمكن رياضيو الاحتلال من المشاركة فى البطولة كمحايدين، رغم الحظر، كما حدث مع رياضيى روسيا، لكن هذا الحظر سيسلط الضوء على حكومةٍ يُتهم قادتها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
بالفعل، تتزايد الضغوط لمنع إسرائيل من المشاركة فى أولمبياد باريس، اندلعت الاحتجاجات خارج مقر الألعاب الأولمبية فى باريس، وقدم المشرعون التماسًا لحظر مشاركة إسرائيل، كما طالب خبراء الألعاب الأولمبية بحلّ اللجنة الأولمبية الدولية على خلفية «ازدواجية المعايير».
موجة الرفض العربى لحظر مشاركة كيان الاحتلال لازمة وضرورية لتحريك اللجنة الأولمبية، و«آفاز» تدعونا من جانبها إلى التوقيع على عريضة المطالبة بالحظر.
من نص العريضة: «امنعوا إسرائيل من المشاركة فى أولمبياد باريس. لن يتحقق السلام فى الأراضى المحتلة مادامت استمرت إسرائيل فى حربها وعدوانها. وبينما يجتمع العالم معًا بسلام خلال الألعاب الأولمبية، أمامنا فرصةٌ للتضامن مع الذين يعانون أهوالًا لا تُوصف فى غزة، والضغط من أجل محاسبة المجرمين تكريمًا لذكرى الأشخاص الذين دُمرت أحلامهم، وقِّعوا.. بأملٍ لا ينتهى وعزيمةٍ لا تلين».