كان متوقعًا، انفجر «محمد صلاح» فى وجه مدربه الأثير، «يورجن كلوب»، ضغطه «كلوب» فى الآونة الأخيرة حتى انفجر، لم يراعِ حالته النفسية، ورغبته العارمة فى تعويض ما فاته وفات ليفربول.
أجلسه «كلوب» على الخط يتلظى، وهو يتحرق لتعويض إخفاقات متتالية، ركنه على الدكة وفريقه فى أمس الحاجة لجهوده.
صلاح يشاهد سقوط ليفربول من دكة الاحتياطى، ظل يسخن ويسخن منذ منتصف الشوط الأول على أمل اللعب فى بداية الشوط الثانى أمام «وست هام»، والدقائق تمضى سريعًا، وحلم التتويج الأخير تحت إدارة كلوب يتبخر، وتبخر وهو لساه على الخط.
لم يعرف أحد ماذا قال «كلوب» لصلاح على الخط، جملة كانت كافية لإخراج صلاح عن طوره، فانفعل الهادئ دومًا، فأخطأ فى حق نفسه أولًا، وحق «كلوب» ثانيًا، والأهم فى حق محبيه من جمهور الريدز الذين صُعقوا وهم يرون حامل حلمهم على هذه الحالة من الغضب.
ظهر صلاح على الشاشات فى عصبية زائدة، لم تفارقه حتى فى الملعب، وخرج يدمدم.. ويهدد.
وردًا على سؤاله حول ما حدث بينه وبين كلوب، قال صلاح فى تصريحات نقلها الصحفى الإنجليزى «جيمس بيرس»: «إذا تحدثت اليوم ستشتعل النار».
ذبح صلاح، صلاح وقع هاتوا السكينة، فريق المعتزلين فى ليفربول، من يسمونهم أساطير الريدز، انتهزوها فرصة لذبح صلاح معذبهم، ومحطم أساطيرهم.
جماعة القاعدين فى استديوهات «بى إن سبورت» تباروا فى تخطئة صلاح، وطالبوه بالاعتذار علانية، وكان أقساهم كابتن الجماعة «أبوتريكة» الذى يزعم حبًا لصلاح، فرصة وسنحت لسلخ وجه صلاح، لم يلتمس له عذرًا، ولم يطلع على ما قاله كلوب لصلاح وأخرجه عن شعوره إلى هذه الدرجة.
رفقًا بصلاح، ما تعرض له صلاح تنوء به الجبال، سقط مصابًا فى نهائيات كأس الأمم الإفريقية، فلم يرحموه، انكشارية التعليق الرياضى فى مصر، خونوه وقالوا فى وطنيته وولائه للعلم قولًا كريهًا، وعاد إلى ليفربول يجر أذيال الخيبة.
لم يعالج «كلوب» جرحه، بل ضغطه بشدة، صلاح يتألم. يعانى، نكرانًا وجحودًا، كل لمسة، كل تمريرة، كل هدف ضائع، غيره يهدر فرصًا محققة، والفاشلون واقفون له على كل كرة، ويحكمون عليه بالفشل، ويكتبون نهايته وهو فى الملعب واقفًا على قدميه.. ويحاول.
راجع التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى نقلًا عن الصحافة الإنجليزية، مؤلمة، جارحة، بعضها يطالب باعتزاله، وبعضها يطالب برحيله، وبعضها يقذفه بكلمات قاسية كالحجارة.
صلاح فى محنة، وما حدث ما هو إلا حدث عارض، يقينى صلاح يحتاج إلى علاج نفسانى قبل أن يفقد تعاطف جمهور الريدز، يحتاج إلى راحة نفسية وهذا ما لم يتفهمه «كلوب».
المدرب الألمانى، وهو يغادر معقل الريدز، يتعامل مع صلاح باعتباره «بقرة حلوب» تُدر أهدافًا، وجماهير الريدز لا ترحم، والصحافة الإنجليزية لا ترى سببًا فى إخفاقات الريدز المتتالية سوى صلاح، حتى وهو على الخط يُحمّلونه الهزائم المتوالية.
صلاح لم يسقط بعد، لسه الأمانى ممكنة، ومهما كانت الحمولة ثقيلة، صلاح جمل الحمول، وياما دقت على رأسه طبول، فقط يهدأ، نفس عميق، والتفكير بروية فى البقاء فى ليفربول، لا يغادره على هذه الصورة الحزينة، ليست هذه النهاية التى يختم بها صلاح مغامرته الإنجليزية الناجحة.