توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اللزوميات فى الانتخابات (2)

  مصر اليوم -

اللزوميات فى الانتخابات 2

بقلم - حمدي رزق

ابتداء، لا أشق على هيئة الانتخابات، تخصيص وقت مستقطع يوميا، ساعة آخر النهار، لتحرير توكيلات مرشحى المعارضة المحتملين، لعل وعسى أن يبلغوا النصاب (وهذا غير وارد ويحمل تمييزا).

لو أحسنت أحزاب المعارضة أداء واجبها الوطنى بأريحية سياسية، لوفرت توكيلات كافية لبلوغ النصاب الانتخابى لمرشحيها جميعا، دون استثناء مع غفران التباينات السياسية مؤقتا، وتمكين كل من يرغب في الترشيح من النصاب، ونترك الاختيار الحر بينهم للقواعد في الحركة الوطنية.

يسمونه الطريق المرصوف لبلوغ النهائيات، الطريق الدائرى عبر جمع التوكيلات من المحافظات، بحجم النصاب الدستورى يستحيل على بعض المترشحين المحتملين، ولهذا نسمع الصراخ في الفضاء الإلكترونى، ضجيج بلا طحن، عويل بلا توكيلات. ربنا رزقنا بنفر من مرشحى آخر الزمان.

يشتكون لوكالات الأنباء من التضييق عليهم في الحارة المزنوقة «مكاتب التوكيلات»، ما يحول دون وصول مناصريهم لتحرير التوكيلات، وكأنها مؤامرة كونية على فرصهم في بلوغ السباق الانتخابى، وعليه مطلوب إخلاء المكاتب لمناصريه أولا، واستقبالهم بزفة وطبل ومزمار، باعتباره مرشح العناية الرئاسية!!.

ما هذا الهراء السياسى، وكأنه يعيش في بلدٍ آخر، أو قادم من الفضاء، سلو بلدنا المعارك الانتخابية تكسب على الأرض، في معاقل الأصوات الانتخابية وخزاناتها التصويتية، في الغيطان، والمصانع، والدواوين، والمقاهى.

إزاء كتل تصويتية ضخمة، الموظفين، المعاشات، الفلاحين، العمال، يحكمها قانون المصلحة المباشرة، طيب بلاها عمال وفلاحين ومعاشات، أين توكيلات النخب السياسية والثقافية والحقوقية المتحمسة لرفع السقف السياسى، وتداول السلطة، لماذا الإحجام عن تحرير توكيلات لمرشحهم الأثير الذين يحاربون بسيفه الخشبى في الفضاء الإلكترونى؟!.

المعركة الانتخابية تُكسب على الأرض، أبدا ليست في الفضاء الإلكترونى، وليس بالترند تُكسب الأصوات، الترندات لا تترجم توكيلات، افتعال ترندات على هامش الانتخابات، كتدوين الهوامش على المتون، المهم المتون الرئيسية التي تلخص شواغل الناس، والطروحات البديلة، والمحسنة، وهموم البسطاء.

البعض يتعاطى مع الاستحقاق الانتخابى الرئاسى بخفة سياسية، وعينه على الترند، وإحداث حالة عنوانها، «كرسى في الكلوب»، طوال الوقت شكايات، وبلاغات، وقصص وحكايات ومرويات، وكأنه معبود الرياح، يرسم صورة إلكترونية كرتونية، درسها على أيدى خبراء خارج الحدود، وخلاصتها: كيف تصنع من الحبة قبة يتحلق من حولها الناس تبركا!!.

سلو بلدنا، انتخاباتنا تعانى من جملة أمراض متوطنة ومزمنة، لن تبرأ منها إذ فجأة، آليات الانتخابيات لم تتغير بعد ثورتين، لا تزال العصبيات والعائلات والكتل التصويتية مسيطرة على المشهد الانتخابى، ومن يتجاهلها، ومن يترفع عن أدبياتها، ومفاتيحها، يضل الطريق، ومن يتجاهلها، كما الدخول في حارة الإخوان المزنوقة لن يغير من خارطة GPS. المرشح الحاذق يخاطب الناس على قدر حاجاتهم.

يسمونه المرشح الواقعى العضوى المتفاعل مع بيئته الانتخابية، أما المرشح الأجوف، كما حصان طروادة، ينسل إلى داخل المدينة خفية، فإذا صحت المدينة على جلبته، يهدد بمغادرة الميدان، ويعلق حملته على حرف، أقصد على توكيل، دونه خرط القتاد، وكأنه بلغ النصاب إلا توكيلا، ويخرج على الناس شاكيا متباكيا، ويتبعه الغاوون في طريق المقاطعة والخروج من السباق بخفى حنين.

سياسة احلبى يا دولة يا عميقة توكيلات لأكسر قرنك، ومش لاعب، وهفرج عليكم الأمم، وأقلب عليكم المنظمات، وهجرسكم في الفضاء الإلكترونى، أساليب بالية، عفا عليها الزمان.

إزاء فرصة حقيقية لطروحات برامجية واقعية، فرصة للرواج السياسى وتوسيع المجال العام، وإحداث نقلة نوعية في الحالة السياسية الوطنية، ارحمونا الانتخابات مش ناقصة مرشحين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللزوميات فى الانتخابات 2 اللزوميات فى الانتخابات 2



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon