توقيت القاهرة المحلي 16:08:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صلاح دياب إن حكى..

  مصر اليوم -

صلاح دياب إن حكى

بقلم - حمدي رزق

لم أسأل العم «صلاح دياب» عن شعوره يوم بلغ الثمانين، كثير من شيوخنا الأجلاء كتبوا عن بلوغ الستين، عتبة المعاش، وأطرفها ما كتبه طيب الذكر الأستاذ المبدع «يوسف الشريف» تحت عنوان «المعاشات عيلت» وكان من أطرف مقالاته الساخرة.

وكنت أتوقع أن يدون العم صلاح فى مكتوب هذه اللحظة الفارقة عمريًا، مشاعره وانفعالاته وخيالاته وأحلامه ومدركاته وأفكاره، يثبت الصورة لحظة على شاشة حياته، ويمسك بها قبل أن تمر أمام عينيه خاطفة، ويلخص ما يراه، رؤية رجل من القرن العشرين يعيش القرن الحادى والعشرين، قرنًا محلقًا فى الفضاء الإلكترونى لا يلامس أرضًا، ويخاصم واقعًا معيشًا.

لكنه بخل علينا، لم يفعلها، واكتفى بحفاوة الأصدقاء فى يوم ميلاده، ودفء الأسرة الصغيرة التى تستمد أسباب الحياة من نفس عميد العائلة الذى يتمتع بروح شابة فى جسد شيخ اشتعل رأسه شيبًا، ولكنه لايزال يحلم أحلامًا خضراء.

العم صلاح لم يفقد حماسته أبدًا للحياة، لايزال قادرًا على المناكفة والاشتباك فى الفضاء العام بأفكاره محلقة جرَّت بعضها عليه مشاق تحملها بأريحية المحب لوطنه.

صلاح دياب إن حكى، عن خبرة بالعم الطيب، لن يحدثك عن نجاحات حققها فى مشوار العمر عبر ثمانية عقود، منها ستة عقود أشغال شاقة، ولكنه سيأخذك من يدك إلى مراجعة الإخفاقات دروسًا لتحقيق النجاحات.

سيروى طرفًا من صعوبات الحياة ومشاق الرحلة وصولًا إلى عتبة الثمانين التى يمر منها إلى عالم رحيب تراوده فيه لاتزال أمانى عِذاب.

صعب تلمس حقيقة العم صلاح من أول وهلة، وعادة ما يفهمه البعض خطأ على غير حقيقته، ويظنون به الظنون، وهذا ما يكلفه كثيرًا، وعانى بشدة من سوء الظن به، والبعض يصعب عليه قراءة كتابه، وكتابه مفتوح الصفحات، معنون فى فصول، كتابه بيمينه، لسان حاله يُغنى عن بيانه، والمعنى القرآنى البليغ يصح فى حالته «هاؤم اقرأوا كتابيه».

العم صلاح لمن لم يختبر معدنه النفيس، صاخب فى محبته، وغاضب فى ردة فعله، خلقه ضيق يضيق بالحمقى، ويأنس للظرفاء، يهش ويبش فى وجوههم، ويُنزلهم عنده منزلًا كريمًا، ويفسح لهم من حياته مطروحًا، حصيرته واسعة كما يقول فى ريف «أبوحمص»، حيث مسقط رأس العائلة.

تظلمه تعريفات الموسوعات الإلكترونية، تسجل عنه ما نشرته بعض الصحف السيارة، تبتعد بمسافة عن حقيقة الرجل، وهذا جزاء العمل العام، وينصح الحكيم «ابن حزم الأندلسى»: «من تصدر لخدمة العامة فلابد من أن يتصدق ببعضٍ من عرضه على الناس، لأنه لا محالة مشتوم، حتى وإن واصل الليل بالنهار».

إن حكى، وأحسبه من الحكائين الذين تستهويهم التفاصيل، وذاكرته تحتفظ بصور حياتية من أيام الصبا وحتى الثمانين، من أبى حمص حيث الميلاد، حتى الزمالك حيث مكتبه الذى يشبه الصوبة الزجاجية تزاورها الشمس كل صباح، تحس أنه من فصيلة «عباد الشمس» يدور حول الشمس، يفضل النهار عن الليل، نهارى النشاط.

لو عاد «نيوتن» (الاسم الصحفى لعم صلاح) إلى صفحات «المصرى اليوم» مجددًا لكتب سلسلة مقالات ملهمة فى مناسبة ميلاده الثمانين، لحكى ما تيسر من أيامه، وأيام جيله، دروس لأجيال تسمع عن العم صلاح دياب وتطالع سيرته فى المراجع الإلكترونية، لكنها لم تسمع منه شخصيًا بعد...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صلاح دياب إن حكى صلاح دياب إن حكى



GMT 09:08 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

7 فرق و11 لاعبًا نجوم البريمييرليج!

GMT 08:51 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:49 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:48 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:43 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
  مصر اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 00:24 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يهدد بتصعيد أزمة الشحات والشيبي للفيفا

GMT 06:06 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

شاومي تعلن عن حدث في نيويورك بداية الشهر القادم

GMT 23:00 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الشاعِرة سندس القيسي تُصدِر كتابها الشعري الثاني

GMT 03:05 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أسعار الخضراوات في الأسواق المصرية الجمعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon