توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحو رؤية سودانية خالصة

  مصر اليوم -

نحو رؤية سودانية خالصة

بقلم - حمدي رزق

لفتنى بيان الخارجية المصرية حول استضافة القاهرة مؤتمرًا يجمع كافة القوى السياسية السودانية، نهاية يونيو المقبل، سبيلًا إلى توافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم فى السودان.

أولًا: المؤتمر جامع شامل، بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، وهذا عين الصواب السياسى، البناء على ما سبق من توافقات، ليست لدينا رفاهية البدء من نقطة الصفر، والأرواح تُزهق والدماء تُهرق، والسودان تتخطفه أجندات دولية، والحرب تمزقه شر ممزق.

ثانيًا: مصر لا تفرض حلًّا، فحسب تعبد الطريق لحوار وطنى (سودانى- سودانى)، يتأسس على (رؤية سودانية خالصة)، الدعوة المصرية ناصعة، ونواياها خالصة، لا تفرض حلًّا، بل تتبنى حلًّا سودانيًّا خالصًا، كما يقولون، ليس لنا فيها مآرب أخرى.

ثالثًا: الدعوة المصرية الجديدة المتجددة، قوامها، وعينها وعبادتها، ودينها وديدنها، الحفاظ على الدولة السودانية الوطنية من مخططات التقسيم والتجزئة والتدخل الأجنبى الذى بات يدق أبواب الخرطوم بأحذيته الثقيلة التى يروج لها متنفذون فى الشأن السودانى كشفت عن وجه قبيح يستهدف سلامة السودان ووحدة أراضيه. وعليه، وقبل أن يستفحل مخطط التقسيم الخبيث، تأتى الدعوة المصرية التى تنطلق من أرضية حادبة على سلام السودان أرضًا وشعبًا وجيشًا وحكومة، سلامته من كل شر، ووقايته من مخطط شرير وفق أجندة خبيثة تتلمظ لثروات السودان، وتنشب مخالبها الحادة فى رقبته تُدميها، ينزف السودان دمًا طاهرًا فى اقتتال أهلى مرير يُمرِّر حلوق المحبين.

من أول طلقة فى الحرب المستعرة، والقاهرة تقف على تخوم السودان، على مسافة واحدة من الأطراف المتناحرة، تذب عن وجه السودان الجميل كل الزواحف والجوارح المتلمظة لقطعة من لحم السودان. القاهرة كانت ولاتزال حائط الصد الأول والأخير فى مواجهة خطر تقسيم السودان، الحرب فى السودان ليست حربًا أهلية، ولكنها مقدمة لمخطط التقسيم الخبيث، الحرب تشتعل فى الأقاليم واحدًا تلو الآخر بنسق يستهدف فصم عرى السودان، ويمزق النسيج الوطنى شر ممزق.

القاهرة تضطلع بمسؤولياتها التاريخية، وعندما كلّت المساعى المشكورة، والوساطات والقمم المتتالية، اتجهت الأنظار صوب الشمال، إلى القاهرة، وما إن قررت الرئاسة المصرية الدعوة إلى حوار دون تقاطع مع غيرها من المسارات السياسية، والوساطات العربية والإقليمية والدولية حتى عم الارتياح الأوساط السودانية ثقة فى نصاعة الموقف المصرى وعطفته الأخوية (عطفة الشقيق).

العقيدة السياسية المصرية راسخة، الحفاظ على الدولة الوطنية، ولاسيما فى السودان الشقيق، واجتماع الإخوة (الأشقاء) على كلمة سواء (وحدة السودان)، وعلى أمن وأمان (الشعب السودانى)، وغوث مَن شردتهم الحرب خارج الديار، وتأمين دخول القوافل الإغاثية الإنسانية إلى المناطق المتضررة، تشكل خارطة طريق واضحة المعالم لخروج السودان من نفق أزمة مظلمة.

دعوة الإخوة (الأشقاء) إلى حوار شامل، يشمل كل قضايا (التحول الديمقراطى)، جامع لكل القوى المدنية السودانية (دون إقصاء) تحت رعاية (حيادية) تتلافى التجاذبات الإقليمية والدولية، يفتح كوة فى الحائط المسدود فى وجه الوساطات على تنوع مصادرها وطروحاتها.

مصر تنظر إلى مستقبل السودان، وبدعوتها إلى الحوار الشامل الجامع، ترتفع فوق الأسقف (المنخفضة) لكثير من المبادرات المختلف عليها بين الإخوة (الأشقاء).

مصر لا تحتكر الحلول، ولا تنفرد بالحلول، بل تصطحب كل الجهود العربية والإقليمية والدولية المقدرة، وتبنى عليها لإنقاذ السودان من غيابات الجب المظلم، لسان الحال فى السودان الشقيق: «فلقد مُدت لنا الأيدى الصديقة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو رؤية سودانية خالصة نحو رؤية سودانية خالصة



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon