توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طوبى لمن يزرعها قمحًا

  مصر اليوم -

طوبى لمن يزرعها قمحًا

بقلم - حمدي رزق

حكمة أقرب إلى نصيحة، «لا تدس (تدوس بقدميك) على سنابل القمح الذهبية لتقطف وردة شقائق النعمان»، سنبلة القمح لا يضاهيها شىء ولا حتى وردة شقائق النعمان التى تعالج المرضى، فخير القمح عميم ونفع الوردة يخص المرضى.

«‎من ليس لديه سوى القمح لا يستطيع بيع الشعير»، هكذا يعبر المثل اليونانى عن الحالة المصرية، مصر ومنذ القدم تخصص قمح، كيف تحولت مصر من سلة غلال العالم إلى أكبر مستورد للقمح؟

بشرة خير، مجلس الوزراء رفع سعر توريد القمح ليصبح 2000 جنيه للإردب من 1600 جنيه، حسنًا قررت الحكومة، القمح يستحق التضحية، والفلاح المصرى أولى، والسعر أتمناه عادلًا، والحاجة ملحة لكل إردب زيادة، وفى ذلك فليتنافس الفلاحون.

الحكومة تلتفت للفلاحين، وهذا من حسن تصريف الأمور، حان وقت رعاية مزارعى القمح والمحاصيل الحقلية الرئيسية التى تكلفنا كثيرًا بالاستيراد.

الزعيم الهندى (مهاتما غاندى) يقول: كى ينبت القمح ينبغى أن يهلك البزار، وترجمته فى القاموس الفلاحى الشفاهى، «الفلاحة مناحة»، أى تعب وشقاء، وزراعة القمح من الشقاء بمكان، ولا ينبئك مثل فلاح أصيل، طين الأرض على كعابه.

الرهان على الفلاح المصرى لا يخيب أبدًا، مفطور على العطاء، وكريم معطاء، وأجود من الريح المرسلة، ووقت الشدة شديد، «كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة»، والوقفة المطلوبة وقفة رجاله فى ظهر الدولة المصرية فى ظل أزمة القمح العالمية، قربى لشعب الطيبين، من أجل رغيف عيش من قمح الأرض الطيبة فى فم طفل من ولاد البلد الطيبة.

إن الشق وسط حبة القمح يرمز إلى أن النصف لك والنصف الآخر لأخيك، فرض عين على كل فلاح أصيل، وليس فرض كفاية توريد كامل قمحه (مع بداية موسم الحصاد بعد شهر من الآن) إلى الحكومة لنكفيها مؤنة الاستيراد بالدولار، وليس هذا وقت معاندة، أو متاجرة أو مزايدة، سعر التوريد المعلن مُبشر، والحاجة ماسة للتوريد الاختيارى دون اللجوء للتوريد الإجبارى.

البلد فى شدة، ولا نملك رفاهية عدم توريد المحصول، ما يضطر الحكومة لاستيراد أضعاف الإنتاج بكلفة ضخمة من لحم الحى.

الحكومة تترجى الله فى طن قمح زيادة، بعد شح القمح الأوكرانى والقمح الروسى من جراء الحرب، والقمح المحلى ما شاء الله عليه، مبشر دومًا، يطرح فيه البركة، والأحوال الجوية والحمد لله مساعدة على تمام وسرعة النضج، وستمتلئ السنابل بحبوب الخير، ببركة رب السموات، «فِى كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» (البقرة/ 261).

هذا ليس وقت اختيار، لا نملك رفاهية الأيام الخوالى، وأعلم علم اليقين أن الفلاح المصرى صاحب مروءة، وشهامة، وبذل، ونخوة، ولم يتأخر يومًا عن العطاء وبلا حدود، وعرقه مغرق الشاوشى، وحاضر فى غيطه، ودوامه من الشروق للغروب، وثقة فى فالق الحب والنوى أن يكرمنا بحصاد يكفينا مؤنة الاستيراد، ونأكلها عيش بدقة ولا سؤال اللئيم...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوبى لمن يزرعها قمحًا طوبى لمن يزرعها قمحًا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon