توقيت القاهرة المحلي 19:22:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«بنات البرشا» رفعن رأسي للسما

  مصر اليوم -

«بنات البرشا» رفعن رأسي للسما

بقلم - حمدي رزق

والعنوان مشتق بتصرف من عنوان فيلم «رفعت عينى للسما»، الفائز بجائزة «العين الذهبية» لأفضل فيلم تسجيلى فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى دورته الحالية رقم (77).

الفيلم يعالج أحلام فتيات عاديات بسيطات يلبسن ملابس ملونة فى قرية صعيدية مصرية جميلة، تسجيل لمغامرة مجموعة من الفتيات اللاتى قررن أن يؤسسن فرقة مسرحية ويعرضن مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبى الصعيدى فى شوارع قريتهن «البرشا» فى تحدٍّ للموروث والسائد.

غالبًا ما يكون النجاح حليف هؤلاء الذين يعملون بجرأة، ولكى ننجح علينا أولًا أن نؤمن أنه بمقدورنا تحقيق النجاح، جرأة بنات البرشا ضمنت لهن النجاح، وبرزن جريئات ملهمات، بفهم واعٍ، وإدراك للتغيير، وطموح لإثبات الوجود، البنت زى الولد، مش كمالة عدد.

رفعت بنات قرية «دير البرشا» (ملوى/ المنيا) راسنا للسما، فعلتها البنات الجميلات، فعلتها ماجدة مسعود، وهايدى سامح، ومونيكا يوسف، ومارينا سمير، ومريم نصار، وليديا هارون، ويوستينا سمير (مؤسسة الفريق)، والفيلم من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير.

نسجل الأسماء بفخر، يستحقون حفاوة من كل مصرى، عنوان من عناوين الفرح، إنجاز مصرى، لايزال الصعيد الطيب قادرًا على إنجاب البنات الملهمات.

بنات البرشا يغيرن الصورة الموروثة عن الصعيد.. بنات البرشا فى «كان» ينثرن البهجة، ويحزن الإعجاب، كنَّ حالة مصرية متألقة.

إننى حُرة كسرت قيودى، منجز بنات البرشا رد بليغ على «حزب القفة والشوال»، حزب أعداء المرأة، لطمته بنات البرشا، أخرسن برقيهن إبداعًا المتطاولين، وبموهبتهن، وجدارتهن، ارتقين فوق الصغائر التى بها يهرف المتعصبون، مصابون بالعصاب.

ماجدة وهايدى ومونيكا.. وبقية الرهط السعيد رددن بجدارة واستحقاق على من لا يستحقون الرد.. والرد فيهم خسارة، وكتبن سطورًا فى كتاب الوطن، فصل الرقى والإبداع، فى باب العظيمات، وهذا ما لا يفقهه حزب القفة أم ودنين.

هل كل هذا الألق والسطوع يختبئ تحت القفة؟!

هل هذا الإبداع والرقى يختفى جوه شوال؟!

وكأنهن يؤدين صلاتهن إخلاصًا فى محراب الوطن، وأنفاسهن متقطعة ألسنتهن تلهج بأغلى اسم فى الوجود «مصر»..

إذن من الذى يهرف بهراء «الحريم» وسخام الطائفية والأذية الدينية؟!

من ذا الذى يشيح بوجهه عن الجمال فى منتهى الإبداع بتبجح الحرام والعورة؟!

من ذا الذى يتنطع بالعنصرية والطائفية، ويسىء لهن، القبيح من أتى بالقبيح من قولٍ أو فعلٍ!!

«كان ياما كان» وحدث فى «كان» حزب أعداء المرأة، وهو فرع من «حزب أعداء النجاح»، مُنى بهزيمة مذلة، لم يتحسب لها، ولن تقوم لهذا الحزب قائمة، لن نسمع لهم صوتًا بعد، وإذا خرجوا على الناس يهرفون بساقط القول، كما جُبلوا على الفحش اللفظى تنمرًا وتحرشًا، ستُسكنهن النساء فى قعور كهوفهم التى يعيشون فيها.

مضى زمن مكسورة الجناح، واكسر للبنت ضلع، والبنت مكانها البيت مش الغيط، وإذا خرجت ففى قفة أو شوال حسب الموضة الشرعية.

لباس بنات البرشا كان ملونًا رقيقًا محببًا، كنَّ فى «كان» قمة الرقى والاحترام، صورة تفرح القلب للبنت المصرية، عنوان عريض للمرأة المصرية، سيدة الكمال الإنسانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«بنات البرشا» رفعن رأسي للسما «بنات البرشا» رفعن رأسي للسما



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon