العنوان أعلاه، مقتبس بتصرف من عنوان كتاب «وتحطمت الطائرات عند الفجر» لجاسوس صهيونى اسمه «باروخ نادل».
لم يفتنى العرض المسرحى الإيرانى العالمى فى سماء المنطقة، كان عنوانه مثيرًا، «نخع الملالى»، و(نخع) مفردة فريدة ليس لها محل من الإعراب فى المعاجم اللغوية جميعًا، تعبير شعبوى مصرى (حصرى).
العرض المسرحى الإيرانى شاهده المليارات حول العالم، واستقطب اهتمام البيت الأبيض والكرملين، وعديد من البيوتات السياسية الكبيرة حول العالم.
لم يغمض للعالم جفن، الشو الإيرانى، ينقصه فحسب «برومو ترويجى» على طريقة الكبيرة «هالة سرحان»: «مش هتقدر تغمض عنيك».
دخول الملالى من قمة المرشد وحتى قيادة الحرس الثورى على مسرح العمليات فى المنطقة المنكوبة بالمغامرات العسكرية، جاء صاخبًا، على سبيل التهويش العسكرى، للاستهلاك السياسى فى مناطق النفوذ الشيعية.
يسمونه ردًا أو ردعًا أو كما اتُّفق، سيغير المعادلات ويبدل الأدوار، ويربك الخرائط، متوالية تهديدات زاعقة تعقبها مسيرات صاخبة، تحمل أسماء من عينة خيبر وبنى قينقاع، وفى أعقابها مجنحات مجنحة (كروز)، وزيادة عليها، صواريخ العيد الباليستية.
زخات من الصواريخ تخترق أجواز الفضاء، تلمع، تخطف الأبصار، وصفيرها يصم الآذان، صفارات الإنذار تدوى مزعجة، مجالات جوية مغلقة، مطارات تخرج من الخدمة، وحركة طيران تُعلق حتى السابعة صباحًا، ودفاعات جوية متأهبة.
العالم شرقًا وغربًا يقف على أطراف أصابعه حذر الحرب، الكابينيت «مجلس الحرب الإسرائيلى» فى حالة طوارئ فى غرفة حصينة تحت الأرض، وفوق الأرض الرئيس الأمريكى (بايدن) يقطع إجازته ليشاهد العرض الكبير مع وزير خارجيته «بلينكن»، وأركان البنتاجون.
خالت على البعض، تخيلوها حربًا إقليمية تجر العالم لحرب عالمية، افتتحها الحرس الثورى بقصفة صاروخية بعيدة المدى، وخشى البعض على الأمن والسلم العالمى، وكاد مجلس الأمن ينعقد، وكتب الأمين العالم للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيرش» مسودة نداء إيقاف الحرب، وتجهز بابا الفاتيكان (البابا فرنسيس) للصلاة من أجل السلام.
ظللت أقاوم نعاسًا، أن تفوتنى الحرب، فاتنى مشاهدة الحربين العالميتين (الأولى والثانية)، فرصة وسنحت أن أشاهد فى خريف العمر، مقدمات الحرب العالمية الثالثة.
العرض الإيرانى المثير، اكتفى بمشهد دخول مسرحى، محدثًا جلبة وضوضاء، لوهلة تحسبت لسقوط بعض المجنحات الإيرانية إذ فجأة بالخطأ على تل أبيب، وخشيت ردًا إسرائيليًا يُزلزل المراقد الشيعية فى اللحظة نفسها، لسان الحال، المشرحة (المنطقة) مش ناقصة قتلى..
وقبل أن آوى إلى فراشى ضجرًا، نام (بايدن) فى سريره الدافئ هانئًا، يحلم بدعم يهودى يمكنه من فترة رئاسية ثانية، وخرج نتنياهو من جحره يتحدث عن نصر وهمى يستثمره فى البقاء خارج السجن، ويمكنه من سحق الحياة فى غزة حتى آخر طفل فلسطينى.
الفضاء الإلكترونى تلون بسخرية مرة من سخف العرض (الاستعراض الإيرانى) الماسخ (يقولون متفق عليه فى الأقبية الاستخباراتية المسحورة)، المجنحات الإيرانية خرجت من غرف التحليلات الاستراتيجية إلى غرف التحليلات الإلكترونية، تغريدات ساخرة، وتويتات فكهة، وكاريكاتورات طريفة، يصنفونها على منصة «إكس» بـ«مسرحية من فصل واحد»، من تجليات مسرح العبث بـ«مصائر الشعوب»!!.