وفى المعجم الفصيح، (لو) حرف امتناع لامتناع، وكما يقول أهل البلاغة، امتنع الثانى لامتناع الأول، وعكسه، امتنع الأول لامتناع الثانى، لأن الأول سبب للثانى، وانتفاء السبب لا يدل على انتفاء المسبب لجواز أن يخلفه سبب آخر يتوقف عليه المسبب إلا إذا لم يكن للمسبب سبب سواه.
بدون تعقيدات لغوية وتخريجات معجمية، (لو) كنت مشرعًا برلمانيًا أريبًا لتوفرت مبكرًا على شروط الترشح لرئاسة الجمهورية، وأضفت إليها ما يحصنها من الاختراقات الداخلية والخارجية من قبل دول وجماعات وكيانات ومؤسسات، لهم فيها مآرب أخرى، الانتخابات الأمريكية المهيبة تعانى اختراقات عابرة للقارات.
شرطان تفرضهما المصلحة الوطنية العليا، وتجسد المعانى المتجذرة في الدستور المصرى، وعبرت عنها جماهير الشعب في 30 يونيو.
محظور على المرشح أن يكون عضوًا عاملًا أو منتسبًا إلى أحزاب دينية، أو عضوًا عاملًا أو (كامنًا) في جماعة محظورة.
ويحظر على المرشح الترويج لأفكار وطروحات جماعات إرهابية، أو ينقض قرارات الحظر المفروضة عليها، وتصنيفها كجماعة إرهابية، أو ثبت بالدليل الفعلى أو القولى كونه قنطرة كوبرى، كما أسلفنا في مقال سابق «حصان طروادة»، ينسل في عباءته الإخوان الإرهابيين.
الأمن القومى يفرض مثل هذه الشروط الواجبة، لم تقم قيامة الشعب في 30 يونيو، ويسقط حكم المرشد، ويضحى بآلاف الشهداء، ويعانى الأمرين من شظف الحياة، ليركب ظهره مرشح إخوانى خبيث، كالبهلوان يلعب على الحبال، ويتراقص كالحية على مزمار الحواة.
لسنا هبل ولا داقين عصافير خضر بتطير، وأية مرشح يشتم منه رائحة الإخوان النفاذة يطرد خارج السباق الرئاسى شر طرده، وبالقانون، وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء لإثبات عدم إخوانيته.
فكرة أنا مش إخوان، كذبة لا تنطلى إلا على المغيبين سياسيًا، قد تخيل على العوام، ولكنها للأسف تخيل على بعض النخب أحيانًا التي تحكم الثأرية من النظام، والرغبة في الانتقام، وإثبات الذات السياسية، والجدارة المجتمعية، فتتغاضى عن الشروط المستوجبة وطنيًا لحماية الدولة وليس النظام.
من كان يكره نظام 30 يونيو أمامك الصندوق عبر عن رفضك، ومن كان يحب هذا الوطن فيعلنها صريحة، لا للإخوان، لا للإرهاب، لا للفاشية الدينية، الدببة هي من تقتل أصحابها، ولكن الطيبين يخشون على وطنهم من جماعات في التوصيف ألد الخصام، الإخوان عدو لكم فاحذروهم.
كيف تتعاطى الجماعة الوطنية مع مرشحين ثبت بالدليل أنهم من ذئاب الإخوان الرمادية، لا لون لها، تتشكل وتتحور، وتتلون، وتمد اليد لمصافحة أياد ملوثة بالدماء، وتعدهم بالإفراج عن قياداتهم الإرهابية في السجون، وتلتقى مع أعداء الدولة في الخارج في عواصم عربية وأجنبية، وتبرم الصفقات الملوثة مقابل الأصوات القذرة.
كيف تقبل الجماعة الوطنية على نفسها مرشحًا أو مرشحين محتملين، يستبطنون ثأرا، وينامون على ثأر، ويتحينون الفرصة سانحة لإعادة إخوان الشيطان إلى المشهد المصرى، ينفذون أجندة استخباراتية مؤداها التمويل والدعم والترويج مقابل عودة الإخوان إلى الشارع مجددًا؟.
بَرَزَ الثَعلَبُ يَومًا، في شِعارِ الواعِظينا، لا يخدعنكم «حلمى الجزار» بكلامه المعسول عن تطليق السياسة، والعودة إلى الدعوية، قالها كبيرهم (البنا) الذي علمهم السحر في زمنه، ونكص على عقبيه.
تلبيس الطواقى وتبويس اللحى، ونحمل الخبر لمصر، ومصر هي أمى، يرد عليهم خالد الذكر جمال عبدالناصر من قبره زاعقًا في بنى وطنه «الإخوان مالهمش أمان.