توقيت القاهرة المحلي 13:59:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتنة «تكوين»!!

  مصر اليوم -

فتنة «تكوين»

بقلم - حمدي رزق

لأفلاطون قول مأثور: «نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر».

لست فى معرض الدفاع عن مؤسسة «تكوين الفكر العربى»، ولدىَّ تحفظات أساسية على طروحات شخوصها، بالسوابق نُعرف ويُعرفون، وإذا عادوا مستقبلًا لطرح ما لا يُستساغ فكريًّا ودينيًّا عدنا لنقد، بل رفض طروحاتهم.

لا مصادرة على المطلوب، متحفظ بشدة على نزوع البعض (حماسة) إلى تكفير شخوص «تكوين» جزافيًّا، التكفير فتنة، نار موقدة، سيحترق بها مُشعلوها وهم يلوحون بها فى وجوه «تكوين».

وجب علينا الدفاع عن الحق فى التفكير، تترجم حرية التفكير، والرد ليس بإشعال النار فى حقول الفكر، نملك عقولًا راجحة، الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة، والبينة على المدَّعِى (متفق عليه).

لا «إبراهيم عيسى» خرج علينا شاهرًا سيفه، ولا «يوسف زيدان» ظهر بحزام ناسف، ولا «إسلام بحيرى» أصدر فيديو تهديد من تحت راية سوداء.. لماذا إذن الهلع من إطلاق مؤسسة فكرية، ليست جماعة تكفيرية، منتدى يطلق أفكارًا، لا يطلق رصاصًا؟!.

اجتماع نفر من (العقلانيين) علانية، يُعملون عقولهم، يُصيبون ويُخطئون، نُصوبهم.. لا نُصوب عليهم.. هشتاج (غلق) مركز «تكوين»، مَن ذا الذى يغلق الأبواب على العقول، ويصمها ابتداء بالكفر، يصفونهم تجمع «مُنكِرى السُّنة»، ويطلبون رقابهم فى الفضاء الإلكترونى؟!.

الحملة التى طالت شخوص تكوين الأيام الفائتة شنيعة، ويتجمع عليها كثير تحت مظنة المَسّ بالثوابت الدينية، وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة، أخشى أن يُهدر دمهم، سألوا مَن حاول اغتيال طيب الذكر «نجيب محفوظ»: هل قرأت أعماله لتحكم عليه بالكفر؟، قال: سمعت عنه ولم أسمع منه!.

إطلاق تهمة الإلحاد على طول أيدينا كمَن يطلق الديابة على الشاة القاصية، الإيغال فى حقل الشوك (التكفير)، دون أدنى مؤاخذة (حتى دينية أو أدبية) يُربك المشهد تمامًا، ويحرفنا عن سواء السبيل.

أخشى فتنة مستوجبًا وأدها فى مهدها، واحتواء آثارها من فورها، لا نملك رفاهية مثل هذا الحكى البغيض، عقائد البشر بينها وبين ربها، هلا شققت عن قلبه؟!.

لا يملك أحدهم حصريًّا منصة (الإيمان والتقوى)، ولستَ عليهم بمسيطر، ومَن شاء ومَن شاء، ولكم دينكم ولى دين، مستوجب الحذر من إطلاق شبح التكفير من عقاله، سيُكلفنا الكثير، المشرحة مش ناقصة.

للأسف، «مدرسة النقل» مسيطرة تمامًا على الأجواء المجتمعية، لا تدع فرصة لطلائع «مدرسة العقل» فى تجريب بعض الفكر، بعضه لن يضير، العقل المصرى مسجون فى غيابات الجُبّ منذ عقود، فإذا ما اجتمعوا على مائدة التفكير، يا هلا بالمعارك الفكرية.

البعض مستنفَر، ويستنفر أعصاب المجتمع، ويحشد فى مواجهة المؤسسة الوليدة، ويؤلب الأزهر الشريف، الزج بالأزهر وشيخه «الطيب» فى أتون التكفير لا يستقيم مع رسالة الأزهر للعالمين، الأزهر لم يُكفر (حتى) داعش!.

أكلما نبت لنا عقل، تم اعتقاله فى سجون مظلمة، دعوا ألف زهرة تتفتح، وأشك أن عدد أعضاء مؤسسة التكوين يجاوز أصابع اليد الواحدة، لا تقطعوا الأصابع بسكين التكفير.

فإذا فكر البعض فى التفكير عاجلناهم بالتكفير، وما جزاء المفكرين؟، تخيل البعض يجمع بين المفكرين والمفسدين، وما جزاء المفسدين فى الأرض؟، أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتنة «تكوين» فتنة «تكوين»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى
  مصر اليوم - نظام غذائي مستلهم من الصيام لتحسين صحة الكلى

GMT 11:17 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا
  مصر اليوم - رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 23:37 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 21:04 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

فيسبوك يوسع نطاق خدمة الأخبار المحلية

GMT 03:12 2018 الخميس ,22 آذار/ مارس

عمرو عمارة يعلن عن أسباب تسوس الأسنان

GMT 11:40 2018 الأربعاء ,21 آذار/ مارس

"زيزو" ينفي وجود أي مفاوضات للتجديد للبدري

GMT 09:34 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

الألواح الملوّنة يمكنها توفير %20 من الطاقة للمباني

GMT 13:43 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

فلكي مصري يتنبأ بنتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة

GMT 04:16 2016 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

إيساف ومحمد رشاد يكشفان جديدهما في "سنة تانية غنا"

GMT 02:26 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عقار جديد لفقدان الوزن بنفس فعالية حمية أتكينز

GMT 07:55 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن محور الحفلة الدولية لـ " Met Gala "

GMT 07:39 2022 السبت ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يتابع كولر بحضوره المران للأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon