توقيت القاهرة المحلي 13:35:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتنة «تكوين»!!

  مصر اليوم -

فتنة «تكوين»

بقلم - حمدي رزق

لأفلاطون قول مأثور: «نحن مجانين إذا لم نستطع أن نفكر، ومتعصبون إذا لم نرد أن نفكر، وعبيد إذا لم نجرؤ أن نفكر».

لست فى معرض الدفاع عن مؤسسة «تكوين الفكر العربى»، ولدىَّ تحفظات أساسية على طروحات شخوصها، بالسوابق نُعرف ويُعرفون، وإذا عادوا مستقبلًا لطرح ما لا يُستساغ فكريًّا ودينيًّا عدنا لنقد، بل رفض طروحاتهم.

لا مصادرة على المطلوب، متحفظ بشدة على نزوع البعض (حماسة) إلى تكفير شخوص «تكوين» جزافيًّا، التكفير فتنة، نار موقدة، سيحترق بها مُشعلوها وهم يلوحون بها فى وجوه «تكوين».

وجب علينا الدفاع عن الحق فى التفكير، تترجم حرية التفكير، والرد ليس بإشعال النار فى حقول الفكر، نملك عقولًا راجحة، الحجة بالحجة، والفكرة بالفكرة، والبينة على المدَّعِى (متفق عليه).

لا «إبراهيم عيسى» خرج علينا شاهرًا سيفه، ولا «يوسف زيدان» ظهر بحزام ناسف، ولا «إسلام بحيرى» أصدر فيديو تهديد من تحت راية سوداء.. لماذا إذن الهلع من إطلاق مؤسسة فكرية، ليست جماعة تكفيرية، منتدى يطلق أفكارًا، لا يطلق رصاصًا؟!.

اجتماع نفر من (العقلانيين) علانية، يُعملون عقولهم، يُصيبون ويُخطئون، نُصوبهم.. لا نُصوب عليهم.. هشتاج (غلق) مركز «تكوين»، مَن ذا الذى يغلق الأبواب على العقول، ويصمها ابتداء بالكفر، يصفونهم تجمع «مُنكِرى السُّنة»، ويطلبون رقابهم فى الفضاء الإلكترونى؟!.

الحملة التى طالت شخوص تكوين الأيام الفائتة شنيعة، ويتجمع عليها كثير تحت مظنة المَسّ بالثوابت الدينية، وإنكار المعلوم من الدين بالضرورة، أخشى أن يُهدر دمهم، سألوا مَن حاول اغتيال طيب الذكر «نجيب محفوظ»: هل قرأت أعماله لتحكم عليه بالكفر؟، قال: سمعت عنه ولم أسمع منه!.

إطلاق تهمة الإلحاد على طول أيدينا كمَن يطلق الديابة على الشاة القاصية، الإيغال فى حقل الشوك (التكفير)، دون أدنى مؤاخذة (حتى دينية أو أدبية) يُربك المشهد تمامًا، ويحرفنا عن سواء السبيل.

أخشى فتنة مستوجبًا وأدها فى مهدها، واحتواء آثارها من فورها، لا نملك رفاهية مثل هذا الحكى البغيض، عقائد البشر بينها وبين ربها، هلا شققت عن قلبه؟!.

لا يملك أحدهم حصريًّا منصة (الإيمان والتقوى)، ولستَ عليهم بمسيطر، ومَن شاء ومَن شاء، ولكم دينكم ولى دين، مستوجب الحذر من إطلاق شبح التكفير من عقاله، سيُكلفنا الكثير، المشرحة مش ناقصة.

للأسف، «مدرسة النقل» مسيطرة تمامًا على الأجواء المجتمعية، لا تدع فرصة لطلائع «مدرسة العقل» فى تجريب بعض الفكر، بعضه لن يضير، العقل المصرى مسجون فى غيابات الجُبّ منذ عقود، فإذا ما اجتمعوا على مائدة التفكير، يا هلا بالمعارك الفكرية.

البعض مستنفَر، ويستنفر أعصاب المجتمع، ويحشد فى مواجهة المؤسسة الوليدة، ويؤلب الأزهر الشريف، الزج بالأزهر وشيخه «الطيب» فى أتون التكفير لا يستقيم مع رسالة الأزهر للعالمين، الأزهر لم يُكفر (حتى) داعش!.

أكلما نبت لنا عقل، تم اعتقاله فى سجون مظلمة، دعوا ألف زهرة تتفتح، وأشك أن عدد أعضاء مؤسسة التكوين يجاوز أصابع اليد الواحدة، لا تقطعوا الأصابع بسكين التكفير.

فإذا فكر البعض فى التفكير عاجلناهم بالتكفير، وما جزاء المفكرين؟، تخيل البعض يجمع بين المفكرين والمفسدين، وما جزاء المفسدين فى الأرض؟، أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتنة «تكوين» فتنة «تكوين»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon