توقيت القاهرة المحلي 11:01:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سؤال صلاح عبدالصبور

  مصر اليوم -

سؤال صلاح عبدالصبور

بقلم - حمدي رزق

لطيب الذكر شاعر العربية المجدد «صلاح عبدالصبور» سؤال عُمِّر طويلًا: «لا أدرى كيف ترعرع في وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد؟!».

لم يُجِبْه أحد وقتها، وتعجبوا من سؤاله، وسؤاله في محله، ونحن نرى هذا القدر من الأوغاد الذين يطعنون الوطن في ظهره، بين ظهرانينا طابور خامس من الأوغاد.

فعلًا، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، مثل مصرى معبر عن حالة القيادة المصرية في أتون حرب غزة، حِمل ثقيل تنوء بحمله الجبال، أعباء الحرب على غزة تثقل كاهل القيادة المصرية.

القيادة الممتحنة تحمل عبء القضية الفلسطينية صابرة من أجل تأمين حياة رضيع فلسطينى يصرخ مستجيرًا من الهول.

ولا يُتبعون جهدهم مَنًّا ولا أذى، رجال صدقوا، يَصِلون الليل بالنهار في عمل دؤوب، يجتهدون في صمت، ولا يصرحون، ولولا يقظتهم لكان للقضية وجه آخر.

نعم، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، والقيادة كابشة جمرة نار، القضية الفلسطينية جمرة نار موقدة، وكابشها ممتحن، نار على الحدود، نار في الجوار، والتهديدات الوجودية على كافة المحاور الاستراتيجية.

واللى ميعرفش يزايد على موقف القيادة النبيل، واللى ميعرفش يتجاوز الخطوط الحمراء، والقيادة في مفرق وجودى خطير لا تطلب جزاءً ولا شكورًا، فقط العون المعنوى، الاحتشاد، وحدة الصف، وسد الخلل والصلاة في حب الوطن.

مزاد الوطنية منصوب، والمزايدون كثر، يزايدون على أبيهم في قبره، المزايدة صارت طقسًا، وفى الفضاء الإلكترونى متسع للمزايدات الرخيصة على الموقف المصرى الشريف، وعلى القيادة التي أعلنتها صريحة: «نتعامل بشرف، في وقت عز فيه الشرف».

وفى قلبه مرض، والغرض مرض، ومرضى القلوب يُسفرون عن وجوههم القبيحة، أفاعٍ لزجة خرجت من جحورها الرطبة إذ فجأة، تتلوى في الفضاء الإلكترونى تغريدًا وتتويتًا، تنفث حقدها، وتبخ سمومها، وتلوى الحقائق، وتحرف المزاج العام، وتفتن الشارع من حول القيادة في مفرق وجودى.

المزايدات على الموقف المصرى تأخذ منحنًى تصاعديًّا مع استمرار الحرب، ومطالبات مفضوحة بفتح الحدود، وكأنها مغلقة، وكأن مصر تتعنت، مصر الكبيرة كريمة، من لحم الحى جهزت مساعدات لا قِبَل لأحد بها، ولكن دخولها رهن باتفاق دولى، لسنا وحدنا على الحدود، هناك طرف عدوانى متربص بالمساعدات، لا يُمررها هكذا عنوة.

نفس الوجوه القبيحة التي مكّنت لإخوان الشيطان حكم مصر تحت شعارات جوفاء، نفسها هي مَن توطئ لإخوانهم قدمًا في أرض سيناء، تحت شعارات فضفاضة، جماعة والعياذ بالله تبيع أبوها في سوق النخاسة.

الحدود مشتعلة جنوبًا وغربًا وشمالًا وشرقًا، والمزايدات شغالة ومين يزود، وتلقيح جتت، ما هذه الرائحة، ألَا تستحم يا رجل، أتُزايد على وطنك، على أرضك، على حدودك، الأرض عِرْض، هل هانت عليك الأرض التي تشربت دماء الشهداء؟!، فعلًا اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخجل، ولكنهم لا يخجلون، وجوه كالحة ودماء مالحة.

المزايدات مقترنة بمخطط صهيونى مفضوح بتوطين الفلسطينيين في سيناء، (وعد مرسى لأبومازن)، لكن في القيادة رجال نذروا أرواحهم فداء لوطن يستحق الخلود.

اسْتَمْرأ الكَيْد والمكايدة السياسية، والتغريدات العدائية، والهتافات الحنجورية، تلفت الانتباه عن القضية الأساسية، حقوق الشعب الفلسطينى القانونية والتاريخية والعادلة في دولته المستقلة على حدود ٦٧، وعاصمتها القدس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سؤال صلاح عبدالصبور سؤال صلاح عبدالصبور



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon