بقلم - حمدي رزق
نشر الفرعون المصرى، قائد المنتخب الوطنى، «محمد صلاح»، عبر حسابه الرسمى على موقعى التواصل «إكس» و«فيسبوك»، صورة رمضانية من داخل منزله لطاولة عليها مصحف وزينة خاصة بالشهر الكريم، وعدد من الفوانيس صغيرة الحجم، وعلق عليها قائلًا: «كل سنة وأنتم طيبون.. ورمضان كريم».
من ألعاب الذكاء لعبة ذكية من ألعاب أبى مكة المهارية، صورة موحية بألف كلمة، رد شافٍ على مرضى القلوب، صورة لمَن يفهم، لعلهم يفقهون، وعليه يصمتون، ويخفوا شوية عن دماغه.
صلاح بات معتادًا على القيل والقال فى الفضاء الإلكترونى، الذى تغذيه ميليشيا إلكترونية لا تعرف لونها ولا اسمها ولا دينها ولا علمها... ماسكة فى شورت صلاح تكاد تُسقطه من علٍ. بصورة رمضانية معبرة يرد صلاح على الرافضة، وهم قبيلة إلكترونية تسمى ميليشيا تحوز ترمومترًا زئبقيًّا تقيس درجة حرارة إيمان المؤمنين، الصورة تشفع لصلاح على الترمومتر، ولكن لن ترحمه من سؤال روتينى: بذمتك انت صايم، طيب ورينى لسانك كده؟!.
صورة صلاح الرمضانية تنسخ صورة الكريسماس، والحسنات يُذهبن السيئات، فاكرين طبعًا يوم قامت القيامة على صورة صلاح وأسرته يحتفلون بشجرة عيد الميلاد، تقريبًا الرافضة صلبوه على حائط الفيس، وخرّجوه من الملة والدين... وقالوا فى إيمانه قولًا سقيمًا. صلاح صار أكثر خبرة بما ينتظره على قارعة الطريق، هناك مَن يتربص بـ«أبومكة»، ويرقبه، ويرصد حركاته وسكناته، ويعد عليه أنفاسه، صلاح مستهدف فى دينه ووطنيته وعروبته، فاكرين سبوبة صلاح لم يدعم غزة، معلوم أن صلاح لن يرضى عنه الرافضة والمعتزلة الكروية إلّا أن يتبع استديوهاتهم التحليلية، صلاح، وإن صام وإن صلى وزكى وتبرع وتصدق وسجد على أرض ملعب «ويمبلى» الشهير، لن يغفروا له صورة الكريسماس.
مستوجب التفرقة فى المواقف تجاه صلاح، بالضرورة ليس كلها استهدافًا ممنهجًا، صلاح فعلًا هدف لحزب
«أعداء النجاح»، ويتعقبونه حتى قبل أن تصل إليه الكرة، ومستهدف من هذا الحزب، ساجدًا أو ملتحيًا، متبرعًا أو داعمًا لوطنه!!.
بين ظهرانينا مَن يكره «صلاح» لله فى لله، ويبتدره الكراهية، ويغتبط بإخفاقاته ويتمنى خروجه مصابًا، وزيادة التشكيك فى وطنيته وإخلاصه لفانلة المنتخب.. وتلك نبرة عدائية تزايدت أخيرًا، مع محاولة الوقيعة بينه وبين التوأم حسن (فى قيادة المنتخب الوطنى).
يلفتنى صنفان من الكارهين، وعارفين نفسهم كويس، والكريه بالإشارة يُعرف. صنفان يتمنيان فشل صلاح، وفى كل مناسبة ودون مناسبة يُقزِّمان منجزه، منهما مَن عنده إِحَن لأسباب سجود صلاح، فضلًا عن لحيته، يحسبونه على الجماعة إياها... والجماعة إياها ومنتسبوها يكرهون صلاح لموقفه من قضايا وطنه، يحسبونه على جماعتنا الوطنية.
كلاهما واقفان لصلاح على الكورة، صلاح غرد، لم يغرد، صلاح تبرع، لم يتبرع، صلاح طول شعره زى نجاح الموجى، حلق شعر صدره، صلاح سعيد، صلاح... صلاح... صلاح، فخر العرب لا مش فخر ولا حاجة، فخر المصريين، طيب جاب كام جول، راجع التغريدات تعرف!!.
وهكذا تسير الحملة، فعلًا هؤلاء ينسحب عليهم قول طيب الذكر البروفيسور «أحمد زويل» يحاربون صلاح (الناجح) حتى يفشل... والمضحك المبكى أن الفاشلين فى الاستديوهات التحليلية ينعون على صلاح، وأحدهم بيقولك صلاح حاطُّه فى دماغه.. والله زى ما بقولك كده!!.