توقيت القاهرة المحلي 18:19:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الغش والغشاشين!

  مصر اليوم -

عن الغش والغشاشين

بقلم - حمدي رزق

الحقيقة أن هذه السطور بقلم الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، وناقل القول ليس بقائل، وما تعليقى إلا هامش على متن حرّره الوزير. لفتنى بشدة بوست طويل حرّره الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، على صفحته على «فيس بوك»، وأنا معه تمامًا وأسانده فى مهمته القومية. التعليم قضية قومية.

قبل التطرق إلى «بوست» الدكتور طارق، أتساءل فى مواجهة جماعة «البكّائين» على حال التعليم، ونرجو الشجاعة فى الإجابة: متى خلَت الامتحانات من الغش الجماعى والفردى، ومتى كانت ظاهرة الغش مستهجنة من قِبَل أولياء الأمور، أليس الغش ظاهرة اجتماعية، من غش اللبن فى الأسواق حتى غش الفيزياء فى الامتحانات؟!.

الغش، للأسف، سلوك اجتماعى اعتيادى. بعض الناس ولِّفت على الغش، ولا تستشعر حرجًا، ولا يؤرق الغش ضمائرها، بل البعض يبارك الغش، وعايشين على غش، الغش أسلوب حياة، فلِمَ تستغربون الغش مع أحدث التقنيات الحديثة؟!.

الأسئلة أعلاه من وحى بوست الدكتور طارق، الذى يبدو أنه فاض به الكيل من المزايدات التى تعوقه عن إدراك تطوير العملية التعليمية بتخريبها غشًّا، والأمَرّ منه تبرير الغش، والتعاطف مع الغشاشين، وتحميل الوزارة والوزير وزر الغش الطافح على الشطآن.

بدا الوزير مستغربًا، قائلًا: «الغريب فى نظرى أن الكثيرين يعلقون على الغش وكأنهم تفاجأوا كل مرة، بينما الواقع أن ظاهرة الغش موجودة بكثافة منذ عقود، وتشارك فيها، للأسف الشديد، أطراف كثيرة بالمجتمع، وهناك ضغوط تمارَس من بعض أولياء أمور لتسهيل اللجان، وهناك ضغوط على المراقبين واستغلال الحمامات واستغلال التقنيات ومحاولات تهريب موبايلات ومحاولات تصوير ومحاولات زرع سماعات صغيرة بالأذن، وهذا للأسف موجود منذ أعوام وليس فقط فى الثانوية العامة!».

يتساءل الوزير: أين المفاجأة إذًا؟؟؟.

ويرد بنفسه على نفسه لعلهم يفقهون: «حقيقة بالأرقام، نحن استطعنا تقليص هذه الظاهرة بشكل هائل، ويكفى أنه يتم ضبط كل محاولات الغش الإلكترونى، التى لم تتجاوز (١٠) محاولات من (٦٥٠ ألف) طالب منذ بدء الامتحانات، وهذا إنجاز رائع بجميع المقاييس».

نُثمِّن إنجاز الوزير، ولديه فى هذا الصدد رأى صريح: «الغش مسؤولية مجتمع بأسره وليس مسؤولية وزارة أو حكومة أو جهاز أمنى.. ليحاسب كل ولى أمر نفسه بصدق ويقرر ما إذا كان الأولاد ينجحون بمجهودهم وعن استحقاق فى كل مراحل التعليم أم بوسائل أخرى؟».

ويسأل الوزير سؤالًا مهمًّا: «هل يساعد الإعلام على دراسة الظاهرة والعمل على زيادة الوعى المجتمعى بمخاطرها؟».

ملاحظة مهمة للوزير: «انظروا إلى نتائج الثانوية العام الماضى، ادرسوها جيدًا.. هل استفاد طالب من محاولات الغش؟.. لم يحدث، بل بالعكس تمامًا، وقد صرخ الكثيرون واستغاثوا وعبّروا عن القلق وعدم تكافؤ الفرص العام الماضى بشكل أكبر، وأثبتت النتائج عكس ذلك!».

وينتهى الوزير إلى نتيجة مؤداها: «امتحانات هذا العام أفضل كثيرًا، والغش تقلص إلى أدنى المستويات، ولا يوجد ما يُخِلّ بتكافؤ الفرص مطلقًا». ويترجّى الوزير الجميع، رجاء بسيط: «انتظروا نتائج التحقيقات، الأسبوع القادم، وبعد انتهاء الامتحانات سوف نعلن عمّن تمت معاقبتهم من الطلاب أو الإداريين خلال كل فترة الامتحانات».

خلاصة قول الوزير فى هذا الأمر: لنتذكر أن هذه القضية تعكس جذور المشكلة، وهى انحسار الرغبة الحقيقية فى التعلم، وتعاظم الشهية لدرجات وشهادات بلا تعلم وبأى طريقة.. والله أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الغش والغشاشين عن الغش والغشاشين



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon