بقلم - حمدي رزق
خلال تفقُّد الرئيس السيسى إجراءات تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة، لفتنى قول اللواء أركان حرب «شريف جودة العرايشى»، قائد الجيش الثالث الميدانى، مخاطبًا الرئيس: «إننا اليوم فى أعلى درجات الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى، وجاهزون لطى الأرض فى نطاق مسؤوليتنا، أو أى مكان آخر يتم تكليفنا بالانطلاق إليه».
«طى الأرض»، هذا من حكى أهل الخطوة أو أصحاب الخطوة، و«طى الأرض» صفة أطلقها الناس على كل من يمتلك تلك القدرة الخارقة على قطع مسافة طويلة جدًا فى خطوة واحدة أو فى لمح البصر، فلا يعوقهم بحر ولا جبل.. أو أنها تلك القدرة على التواجد فى أكثر من مكان فى نفس اللحظة، رجال الجيش المصرى يصح فيهم وصف «أهل الخطوة»، وفِعل وتلخيص رئاسى فى قول «مسافة السكة»، بمعنى طى الأرض، وصولا إلى المبتغى فى لمح البصر، فلا يعوقهم بحر ولا جبل..
اصطفاف الأمس رسالة، والرسالة بعلم الوصول، ع الحدود أسود، والخطوط حمراء تضوى، راسمه الحدود فى القلوب، واللى يقرب يجرب.
فى التحليل اصطفاف الأمس ليوم غد، وإنّ غدًا لناظره قريب، رسالة طمأنة لشعب مصر العظيم، جيشكم فى أتم درجات الجاهزية القتالية، وأولادكم يتمنونها نصرًا أو شهادة.
اصطفاف يحمل بشارة، بشرى للمصريين، والفرقة الرابعة نموذج ومثال للجاهزية القتالية والروح الانتصارية والإقدام، الوطن الذى يمتلك مثل هذا الجيش العظيم يُكتب له البقاء مرفوع الهامة، رايته خفاقة بين الأمم.
السيسى فقط يتفقد فَحسبْ فرقة من مقاتلى جيش وطنى عظيم، بيان للعالم، جيش يحمى وطنه وعلى الحدود أسود، قوامه من قوام هذا الشعب، وسواعده شباب هذا الشعب.
جيش مخلص قدّمَ شهداء بعدد سنوات عُمْر هذا البلد، لو حكت أرض سيناء تحكى أساطير، وأشجارها الخضراء ارتوت بدمائهم الزكية، لو الشجر نطق لقال يجرى فى عروقى دم شهيد، ولو الحجر نطق لقال تحتى ينام شهيد قرير العين سعيد، وكما قال الشاعر الجميل «عمر الزين»:
«دمك يا ولدى
مش هيروح هدر..
دمك يسقى عطش المطر..
دمك يخضّر أوراق الشجر..
دمك يكحل عيون القمر..
دمك رسمته ع جبين الحجر».
رسالة اصطفاف الأمس، سيناء عليها حارس، سيناء مصرية، ليست وطنا بديلا، سيناء أرض مصرية مقدسة يحميها خير أجناد الأرض، سيناء حُررت بالدماء، مزروعة بأرواح الشهداء، تحت كل شجرة روح شهيد كالديدبان تحمى الحياض.
سيناء عليها حارس، محفوظة فى عين السماء، وبواباتها محروسة بالسمر الشداد، اللى يقرّب يجرّب، والخطوط الحمراء مرسومة، وخطوط الأمن القومى محفوظة، ومعلومة للجانبين، الإسرائيلى والفلسطينى، والرئيس السيسى قالها بوضوح قطعيًا: «لن تقبل مصر تصفية القضية على حساب آخرين.. ولا تهاون ولا تفريط فى الأمن القومى المصرى».. والرسالة بعلم الوصول.
سيناء عليها العين، والعين عليها حارس، وحارسها جيش عظيم، الجيش المصرى، وفى رواية الحديث الشريف الجيش الغربى، ووصفا من حديث من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم هم خير أجناد الأرض؛ لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة.