بقلم-حمدي رزق
لأن الاسترتيجية هى الاستراتيجية، والخطة هى الخطة، والبرنامج هو البرنامج، والطريق هو الطريق، فلم يكن مفيداً أن يأتى رئيس حكومة من خارج التشكيلة الوزارية التى اضطلعت بتنفيذ خطة العبور الاقتصادى، والتى تدخل مراحلها النهائية الأكثر إيلاماً وصعوبة وإلحاحاً فى المتابعة لضمان سرعة وجودة الإنجاز.
كان مطلوباً رئيس وزراء ليس مستجداً أو من خارج خلية العمل، رئيس حكومة يعمل من أمس وليس من الغد، ملماً بكل الملفات، مطلعاً على كل المشروعات، مدركاً لكل المعوقات والصعوبات، عليماً بذات الأمور الرئاسية بمعنى التواصل الرئاسى الكامل، والتناغم التام مع الفكرة المسيطرة على أجواء الولاية الثانية والتى أعلنها الرئيس فى خطاب البرلمان.
رئيس حكومة يستبطن الفكرة الرئاسية، اقتناعاً وتنفيذاً، ومقصده تماماً ورغبته الملحة فى تعلية ملف الخدمات (التعليم والصحة والإسكان) إلى بؤرة الاهتمام الوزارى، بعد استنفاد الولاية الأولى فى عمل شاق فى البنية الأساسية للدولة المصرية، سياسياً وعمرانياً واقتصادياً.
ملف البشر هكذا مقدم على ملف الحجر، ملف المواطن المصرى صار أهم الملفات جميعا، ملف الأيام الأروع التى تأتى قريبا، ملف العامين المقبلين على مصر بكل الخير، بحسب وعد الرئيس فى إفطار الأسرة الصرية، فإذا كان المهندس إبراهيم محلب اضطلع بوزارة البنية الأساسية وقدم مجهوداً وافراً، واضطلع المهندس شريف إسماعيل بوزارة الاستخراجات الغازية وحمل آمالاً عريضة، فإن وزارة المواطن المصرى هو التكليف الأصعب الذى أسداه الرئيس لمدبولى، صباح أمس، معلوم صعب إرضاء البشر.
لا أدعى علماً بالأمور الرئاسية، ولكن من يدقق فى المشهد كان يستشرف تكليف مدبولى دون جهد جهيد، فهو الأقرب إلى دماغ الرئيس، وسابق خبرة الرئيس بعقلية مدبولى وإمكاناته التنفيذية وطبيعته الانضباطية فى الفترة التى تولى فيها تكليفاً الوزارة، أثناء غيبة المهندس شريف إسماعيل فى رحلة علاجية بألمانيا، شكلت القرار الرئاسى لاحقاً.
بات واضحاً لكل ذى عينين أن حكومات ثورة يونيو تميل إلى الثبات والاستقرار فى رئاسة الوزارة، فالمهندس إبراهيم محلب جاء من صفوف حكومة الببلاوى، والمهندس شريف إسماعيل جاء من ضلع حكومة محلب، ومدبولى جاء من بين وزراء حكومة شريف، وهكذا دواليك حتى لا تنحرف الحكومة عن الطريق المرسوم، إلتزاماً صارماً بخارطة الطريق الاقتصادية التى لا تقل إلحاحاً عن خارطة الطريق السياسية التى تمضى بنجاح.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع