بقلم - حمدي رزق
لتقل خيرا أو لتصمت، الناس مش مستحملة مزايدات، فيها اللى مكفيها، الدعم للطيبين حق مستحق، ومراجعة الدعم وتوجيهه إلى مستحقيه الفعليين ضرورة حياتية ووطنية، الدعم لمستحقيه ليس شعارا يرفع فى الأزمات ولكنه استحقاق وطنى.
خليك فى حالك الله يصلح حالك، لا ترسم نفسك بطلا فى معركة خاسرة، الناس الطيبة مستحملة علشان خاطر عيون بلدها، وعيونها على البلد، سر صمود هذا الوطن فى صبر شعبه وناسه، والناس الطيبة فاهمه وواعية للمآلات، ومدركة الأبعاد، وداعمة لبلدها ما استطاعت إليه سبيلا، وعندها أمل فى بكرة.
الناس الطيبة، عارفة وفاهمة، ليست فى حاجة إلى تنظير ولا تبرير، اللى ميشوفش من الغربال يبقى أعمى، عماه حيثى، ونفر من المعلقين يتخبطون كما العميان يزايدون على الحكومة والشعب معا، يكسرون آنية الوطن.
المصرى الجميل يأكلها بدقة ولا سؤال اللئيم. وحامد وشاكر ربه، وإذا سأل يسأل الله، وإذا ضاقت فرجت، وصبر جميل، لا يأكل سحتا، ولا يقرب حراما، ويخشى على ولاده من المال الحرام، لأنه ابن حلال مصفى، ومصلى، ويعرف الله حق المعرفة، فطرته سليمة، وحقيقى، غير مصنوع وملون وجهه بالأصباغ، كالبلياتشو يضحك المهرجون الذين يجولون فى الأسواق السياسية ببضاعة مضروبة.. مزايدات خلوٌ من الصدق والطيبة.
هذا شعب الأكرمين، أنت فى حضرة شعب علم الدنيا الكرامة والعزة والمحبة والتوحيد، شعب عصىّ على المحن، وياما دقت على الرؤوس طبول، وشعاره الأثير، كما قال ابن النحوى «إاشتَدَّى أزمَةٌ تَنفَرِجى».
هذا الشعب الطيب ترضيه تاخد منه عينيه، تداويه يدعيلك بالصحة، تستره يتمنى لك الستر، شعب صابر وقانع وغلبان قوى وعاوز يربى عياله، ويستّر بناته، وفى الدنيا منيته أربع حيطان يتدارى فيهم من غدر الزمان، وفى الآخرة حفرة وقطنة وموتة كريمة، وربع قرآن مما تيسر من آيات الذكر الحكيم.
الشعب المصرى لمن خبر معدنه، شعب أصيل، من الأصالة، يعرف الفضل لأهل الفضل، شعب يعرف العيبة ويحترم الشيبة، يميز الطيب من الخبيث، ويحب الحب فى أهله، ويستشعر الكره من أهله، ويأنف الكذابين، ويلفظ المتلونين، ولا يزال قابضاً على جمر الوطن، صابراً محتسباً، وعناية الله جندى.
شعب يضرب الأمثال جميعاً، نموذج ومثال فى حب وطن يستحق، شعب راضٍ بالقسمة والنصيب والمقدر والمكتوب، وشعاره «اللى مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين».
شعب تفرحه نجاحات شبابه يرى فيهم حلمه، ويرقص على الطبل البلدى حباً فى أغلى اسم فى الوجود، ويقف زنهار تحية للعلم، وتدمع عيناه على أغنية «يا حبيبتى يا مصر».
شعب جميل محب للحياة، وضحكته مجلجلة، يقهقه فى وجه الزمان، ويغنى يا صباح الخير ياللى معانا، وإن أحب عشق، وإن عشق يعشق قمر.
شعب طيب وجدع وكريم، شعب مفطور على الصبر، ولا عمره اشتكى ولا قال آه، يضحك من جوه قلبه وملء شدقيه، ويسخر حتى من ألمه، وفى شدته محتسب، وفى فرحته مبتهج، ويدعو من قلبه، ربنا يسعد قلب من يريح قلبه ويؤمن عيشه ويرسم مستقبل أحفاده.