توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محلاها عيشة الفلاح

  مصر اليوم -

محلاها عيشة الفلاح

بقلم - حمدي رزق

كان- الله يرحمه- والدى يلقى على مسامعى مقولة موروثة مؤداها «الفِلاحة مناحة»، ولم يلتفت يومًا إلى أغنية طيب الذكر موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب «محلاها عيشة الفلاح مطَّمِّن قلبه مرتاح..».. الأقرب إلى مزاجه أغنية حسن الأسمر: «كتاب حياتى يا عين..».

وما بين المثل والأغنية يمر عليه عيد الفلاح (٩ سبتمبر من كل عام) مرور الكرام، أصيل الفلاح المصرى يقف شامخًا في حقله، شاكرًا ربه، حاملًا فأسه، مشمرًا عن ساعديه، وقدماه مغروستان في الأرض الطيبة في حبور.

الطهر عنوانه، والشقا نصيبه، يحنو على زرعته كأولاده، قانع بما تغله أرضه، ويأمل في غلة تكفيه سؤال التاجر اللئيم، يترجى ربه، ويُيَمِّم وجهه إلى السماء، والبركة حاضرة بفضل الدعاء.

الفلاح كالجبل صامد في مواجهة غائلة الأسعار، التقاوى والمبيدات والسولار، تضاعفت أسعارها، ولايزال قابضًا على الجمر، ويرجو نظرة حانية في الشمس الحامية، نظرة يا حكومة لدعم الفلاح.

الفلاح يستأهل كل الخير، ودعمه واجب مستوجب، دعم الفلاح عين الاستثمار، الفلاح لا يبخل بالعرق، فقط يحس بالأمان من غدر الزمان، وبالاعتبار ما يُغنيه عن تحكم التجار الفجار في زرعته ولقمته ومعايش ولاده.

الفلاح رمانة الميزان، ومنى عينيه يضاعف الغلة، بدل الإردب اتنين وتلاتة، ولكن اليد قصيرة عن إدراك الأمانى، والعين بصيرة، والفم مرارته علقم، وحلوه شاى مسكر، متى تحلى العيشة كما يغنى عبدالوهاب؟!.

الفلاح هو المواطن الوحيد في مصر الذي لا يعرف الإجازات، (لا عارضة ولا مرضية.. ولا طقس سيئ ولا كورونا ولا حتى تخفيف أحمال).

حتى أيام الفوضى الهدامة، الله لا يعيدها، كان يسمع عنها في الراديو في الغيط مدلى من ديل جمل هاجع، مُنْكَبًّا على أرضه ممسكًا بفأسه، ممتطيًا محراثه.

الفلاح لا يملك رفاهية الوقت، ولا يحرث في الوقت الضائع.. وراه واجب، زرع وحصد، كما في كتاب القراءة الرشيدة.

الفلاح أبوقيراطين إيجار، وطين الترعة على كعابه، والشقوق محفورة أخاديد في وجناته، والشمس لوحته، والبرد نشف الدم في عروقه، يعالج جروحه الحياتية بالعمل الشاق المستدام.

فلاحنا الطيب في رقبته كومة عيال، وحامد ربه على الرزق الحلال، تكفيه ابتسامة رضا وسلام، «مش بتاع كلام»، فقط يرجو نظرة ليُكمل مشوار الأجداد.

فلاحنا أبوجلابية زرقاء على اللحم، عينه وعبادته، ودينه وديدنه، رعاية أرضه، مهمة مقدسة نذر لها نفسه وحياته، لا ينشغل عنها بفيديوهات ولا مسلسلات ولا اشتغالات، ولا تويتات ولا تغريدات في ترندات.

الالتفاتة الحكومية المتأخرة للفلاح بزيادة أسعار توريد المحاصيل تعوض بعض الشقاء، ولكنها لا تُذيب المرارة في الحلوق، الفلاح يحتاج إلى نقلة حياتية في خطة تنموية، فلاح الألفية الثالثة حفيد الأجداد العظام منذ سبعة آلاف عام يحتاج إلى رؤية زراعية جديدة.

معلوم أن الخطط الطموح تستهدف الزراعة في الصحراء، ولكن فلاح الوادى والدلتا يستحق الشكر والعرفان وقبلهما مزيد من الاهتمام، وهذا لا يغيب عن الحكومة، والآمال مُعلَّقة في رقبة الفلاح يكفينا مؤنة سؤال الاستيراد.

فلاحنا يحتاج إلى عون عاجل، خطة تُعينه على كلفة الزراعة، الزراعة في الأرض السوداء القديمة ثقيلة في الميزان، والفلاح ينتظر الغوث، ونظرة رئاسية مقدرة للفلاح تغير طعم الحياة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محلاها عيشة الفلاح محلاها عيشة الفلاح



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon