توقيت القاهرة المحلي 18:15:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن مجمع التحرير سألونى

  مصر اليوم -

عن مجمع التحرير سألونى

بقلم - حمدي رزق

قبل الهجمة الشرسة، وتشغيل أسطوانة بيع مصر، وحتمية الحفاظ على المبانى التاريخية، فضلًا عن أثريتها للأجيال المقبلة، لم يكن مستساغًا استمرار «مجمع التحرير العملاق فى ميدان التحرير فى قلب القاهرة» كالبيت الوقف، وتركه كشاهد قبر على ماضٍ تولى.

معلوم موقع مجمع التحرير فى الذاكرة المصرية، أيقونة البيروقراطية المصرية العريقة، شاهد عليها، كان المصريون القدماء على زمن الآباء وقبلهم الأجداد يقصدون المجمع لقضاء المصالح الورقية واستيفاء الحاجات الوظيفية، كان مَوئِلًا لعدد من الهيئات والإدارات الحكومية يصعب حصره.

كان الذهاب إلى مجمع التحرير طقسًا شعبيًّا يتطلب استعدادًا خاصًّا، وتفرغ يوم أو بعض يوم، المواطن الصالح يزور المجمع على الأقل مرة فى العمر ويعود إلى أهله مسرورًا ليقص عليهم من أغرب القصص والحكايات.

وخلّدت السينما المصرية فى ذاكرتها البصرية المجمع فى عديد من أفلامها من أيام الأبيض والأسود وحتى الإرهاب والكباب، المجمع عشرة طويلة، العشرة متهونش، كان من المستحيل عاطفيًّا هدمه.

إخلاء المجمع كان بمثابة خلع الضرس، وكم من صيحات على مخطط الإخلاء، وكأن المجمع هرم رابع مسجل باسم الفراعين، مَن يدخله ينَل البركة، أو تصيبه اللعنة، الداخل مفقود والخارج منه بعد قضاء المصلحة مولود.

المجمع تاريخيًّا هو مجمع المصالح الحكومية، قام بتصميمه المهندس «محمد كمال إسماعيل» عام ١٩٥١، فى زمن الملك فاروق، مبنى إدارى لإدارات مختلفة، من ١٤ دورًا، وتكلف إنشاؤه قرابة مليونَى جنيه وقتها، وتم بناؤه على مساحة ٢٨ ألف متر، وارتفاعه ٥٥ مترًا، وبه ١٣٥٦ حجرة، ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور، أقرب إلى بيت جحا كله مسالك.

يُعدونه أثرًا تاريخيًّا متعدد الأشكال، فإذا نظرت له وأنت تقف قبالة جامع عمر مكرم، سيبدو لك، كمقدمة سفينة على قدر كبير من الرشاقة، خطوطها الجانبية تنساب بنعومة. وإذا نظرت له من شارع الشيخ ريحان، من ظهر المجمع، سترى ما يشبه جزءًا من دائرة، قمتها زاحفة نحوك مباشرة، تتسم بالحيوية، وإذا وقفت فى منتصف الميدان، فإن المجمع سيتخذ هيئة القوس، مرنًا وقويًّا.

ما ينتظر المجمع الفريد نقلة سياحية معتبرة، التحالف الأمريكى الفائز بمخطط تطوير مجمع التحرير بدأ أعمال تحويل المجمع إلى فندق يحمل اسم «Cairo House» باستثمارات إماراتية تضخها مجموعة «العتيبة» تُقدر بـ٢٠٠ مليون دولار.

ستدير الفندق الجديد مجموعة «أكسفورد كابيتال» الأمريكية بعد تنفيذ مخطط التطوير المُقدم من مكتب «Ratio smdp»، الذى تقوده مجموعة «جلوبال فنتشرز» الأمريكية المتخصصة فى تحويل المبانى التاريخية إلى فنادق فاخرة.

مخطط أن يضم الفندق ٤٥٠ غرفة فندقية فاخرة والعديد من قاعات الطعام والترفيه ذات المستوى بخلاف ضم المساحة الفضاء أمام المجمع إلى حرم الفندق وتحويل سطح المبنى open air أكبر مساحة للاحتفالات والفعاليات فى القاهرة على مساحة ٨٥ ألف متر مربع.

للعلم.. الفندق الجديد شراكة مع القطاع الخاص بنظام حق الانتفاع وتَقاسُم الإيرادات، هل هذا كافٍ للتوكيد على ما نقول؟!، مصر تستثمر فى ثرواتها الوطنية، العالم من حولنا يبحث عن القيمة المضافة للمبانى الأثرية والتاريخية، والبعض يفضلها فارغة شاخصة كشواهد القبور.. للذكرى الخالدة!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن مجمع التحرير سألونى عن مجمع التحرير سألونى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط ـ مصر اليوم

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
  مصر اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
  مصر اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 22:40 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

وفاة مهندس في حادث تصادم بعد حفل خطوبته بساعات

GMT 13:19 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

تعليق البرازيلي نيمار يثير غضب عشاق الأرجنتيني ليونيل ميسي

GMT 02:36 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

صبغات لتغطية الشعر الشايب وإبراز جمال لون البشرة

GMT 14:16 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"فيرير" فيدر أفضل لاعب تنس في تاريخ اللعُبة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon