توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

»أنا بابايا شهيد«

  مصر اليوم -

»أنا بابايا شهيد«

بقلم - حمدي رزق

لقد فاضت دموع العين مني، بحرفه ورسمه وبفطرته ودون تحسين أو تفصيح أو حتي تصحيح لغوي يحرف المعني، ماسجله ضابط القوات المسلحة » حسين التميمي»‬ علي صفحته بـ»فيس بوك» بالعامية الشعبية مزينة بصورته مع مؤمن ومالك والبنوتة الصغيرة ملك (بنت الشهيد) يستحق التسجيل الأمين.

نصاً يكتب حسين: »‬النهاردة كنت في الإسماعيلية لزيارة (مؤمن ومالك) ابني الشهيد مصطفي الخياط في أول يوم دراسي في الترم التاني.. ووقفت معاهم في »‬البريك» في وسط المدرسة، لاقيت بنوتة صغيرة زي القمر جاية تسلم عليا وتقولي أنا بابايا شهيد.. قولتلها اسمك ايه يا حبيتي.. اسمي ملك عمرو وهيب.. خدتها في حضني كأني لاقيت عمرو بنفسه أدامي، وقولتلها بابا كان من أرجل وأجدع ضباط الصاعقة، وكلنا مكانه دلوقتي.. وقفت معاهم شوية في وسط المدرسة مش عاوز أقولكم مدي فرحتهم وسعادتهم.. تخيل شعور البنت أول ماشافت »‬ أڤرول »‬ زي بتاع باباها جريت عليه إزاي عاوزة تترمي في حضنه وتعوض بيه حنانه اللي فقدته.. أرجوكم لا تنسوا أبناء شهدائكم».
البطل يرجوكم لا تنسوا أبناء الشهداء، ومن ينساهم ياحسين، لا ينساهم إلا جاحد، ونحن قوم شهادة، ونتشهد، ونشهد أن هذا الجيل من الأبطال طلب الشهادة فنالها، هنيئا لهم، وتبقي فينا أبناء الشهداء، ذكري عطرة، لن ننساهم أبدًا.
الضابط الراقي حسين في صورة ولا أروع مع أبناء الشهداء، لم يعن إلا المنصفين التوقف عند الرسالة المغلفة بالوفاء لأرواح الشهداء، للمعني الفصيح الذي تحمله هذه الصور الفريدة من معانٍ نفتقدها يومًا بعد يوم، ناس وناس، ناس تمضي حياتها بين تغريد وتتويت، وناس تانية في عالم الشهادة يقدمون ارواحهم فداء.
أعلم »‬ميحسش بالنار إلا اللي كابشها»، ورجال الجيش والشرطة كابشين نارًا موقدة، وكل منهم »‬مشروع شهيد»، وليس خافيًا علي من يخالط هؤلاء المقدرين، يعرف جيدًا أن كلًا منهم يودع أهله صباحًا شهيدًا أو يعود إليه منصورًا ليكمل مشروع شهادته مع شروق كل شمس، مروسمين شهداء علي قيد الحياة.
صورة حسين مع »‬ مؤمن ومالك »‬، ابني الشهيد مصطفي الخياط في أول يوم دراسي في الترم التاني، وحديثه الذي يذوب رقة مع ملك بنوتة الشهيد عمرو وهيب، خليق بالتوقف أمام هذا المشهد الباكي، مشهد صديق الوالد نذر نفسه حبًا أن يذهب إلي ابني صديقه في المدرسة، يعلن أمام الجميع أن ابن الشهيد لم يفقد والده، كلنا آباء له، لم يفقد السند، الله يرعاه، ومصر الوطن في ظهره، لم يفقد العزوة، عزوته في التفاف الأوفياء من حوله، توقفا عند فضيلة الوفاء التي تتجلي عند الأوفياء،
مني عيني أرسم بسمة في عيون أبناء الشهداء جيشا وشرطة ومدنيين، حرب الإرهاب كلفتنا كثيرًا من الأرواح الطيبة، علمتنا معني الشهادة لوجه الوطن من بعد وجه الله سبحانه وتعالي، علمتنا يعني إيه وطن، يعني إيه علم، يعني إيه شهيد يترجي ربه سبحانه وتعالي إما نصرًا أو شهادة، علمتنا أن الوفاء في هذا الشعب ساكن جوه الحشا، والشعب صابر، ومحتسب، حسبنا الله ونعم الوكيل.

نقلا عن الاخبار القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

»أنا بابايا شهيد« »أنا بابايا شهيد«



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon