توقيت القاهرة المحلي 20:16:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وشك.. وشك.. وشك!!!

  مصر اليوم -

وشك وشك وشك

بقلم : حمدي رزق

  لم يرتكب المواطن المصرى موسى مصطفى موسى خطيئة وطنية عندما ترشح أمام السيسى فى الانتخابات الرئاسية حتى يُعاقب عليها على مدار الساعة بسخريات مريرة، والحط عليه فيسبوكياً وصحفياً وفضائياً، لا يستقيم هذا أخلاقياً ولا سياسياً.

 «موسى» صار لوحة تنشين، كلٌّ يصوب عليه، وصارت الشجاعة كل الشجاعة أن تسخر من «موسى»، وكأنه ارتكب الحرام الوطنى، ملابسات ترشح «موسى» بعد انسحابات صادمة لنفر من المرشحين المحتملين، ولأسباب باتت معروفة، لا تخول أبداً السخرية من الرجل بهذا الشكل المهين، إهانات متعمدة وممنهجة سياسياً.

«موسى» يُعاقب على ذنب الترشح، صار الترشح ذنباً، أعلم أن «موسى» لم يكن المرشح المأمول لملاقاة السيسى فى الجولة الانتخابية المقبلة، ولربما تنقص مؤهلاته عما كان مطلوباً، وصادف ترشحه لغطاً، ولكن تقبيح الرجل والعمدية فى إهانته والحط من شأنه.. زيادة قوى.

يكفيه أن تقدم للترشح بعد أن خلت الساحة من مرشحين محتملين، وخشى مَن خشى من لوم أو تقبيح، ترشحه فى هذه الأجواء الطاردة شجاعة تُحسب له لا عليه، ترشح وهو يعلم أنه لا يملك فرصاً إطلاقاً، ولكنه ترشح وليس عليه من حرج، وطالما ترشح فلنحترم قراره الشخصى تماماً.

ارفضه يا سيدى مرشحاً ولكن لا تُهِنْه إنسانياً، هذا اختياره ولكم اختياراتكم، هذا قراره ولكم قراراتكم حتى بالمقاطعة، تمارس سيادتك حقاً مستحقاً بالامتناع عن الترشح وتدعو إلى مقاطعة الانتخابات وتصادر حق «موسى» فى الترشح، ما تطلبه لنفسك اطلبه لغيرك، احترم قرار «موسى» كما تطلب احترام قرارك، لكن تقاطع وتطلب المقاطعة وتستكثر على «موسى» الترشح والمشاركة.

«موسى» قَبِلَ الترشح ورغب فيه، ماذا يسيئك الله لا يسيئك، كل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه، كل مصرى حر فى قراره، أنت تراه مرشحاً برغبة فوقية لسد الفراغ الناشئ عن الانسحابات المتوالية وهو يرى أنه أهل لها، أعينوه على الترشح أو جنِّبوه سخرياتكم المريرة، انتهاك «موسى» بهذه الضراوة ليس من الأخلاق فى شىء.

كل مَن صحا من نومه معكر المزاج سياسياً يلطش فى «موسى»، يفكرك موسى فى حالة التلطيش بإسماعيل ياسين كمهدئ لثورة غضب عبدالسلام النابلسى فى فيلم «الفانوس السحرى»، كل ما يتعصب يبحث عن وجه إسماعيل ياسين، وشك وشك وشك، وهات يا تلطيش، و«إسماعيل»، أقصد «موسى»، يدير خديه الأيسر والأيمن معاً مادام هذا سيرسم المعارضين معارضين، ويمكّن الرافضين من تجسيد الرفض على وش إسماعيل ياسين، «موسى» مضطر يخلع ضروسه حتى ضرس العقل فقط ليتمكن النصاب توفيق الدقن من نَيْل مراد ابنة الدكتور استيفان روستى فى فيلم «المجانين فى نعيم».

مشفق جداً على «موسى» من حملة التلطيش السياسية، حتى وجوه محترمة أستأنس فيها الرشاد والكمال الإنسانى تخلت عن وقارها فقط لتسخر وتتمسخر على موسى، وهات يا تقطيع، حتى كونه مليونيراً من أسرة ثرية لم يجلب عليه إلا مزيداً من السخرية، والتفتيش فى أوراقه وشهاداته ومؤهلاته، وكأنه ارتكب جريمة بالترشح، «موسى» انتحر ترشحاً ولا تجوز عليه إلا الرحمة والترفق به قليلاً.

يكفيه الترشح، صار مرشحاً رئاسياً، ترشح اقبلوه أو ارفضوه ولكن لا تهينوه، «موسى» لم يرتكب فعلاً فاضحاً، ولم يعتدِ على حق أحد، ولم يمس عفاف أحد، ولم يصدر عنه لفظ جارح فى مواجهة الجوارح، ارحموه قليلاً أو انسوه تماماً.

نقلًا عن المصري اليوم القاهري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وشك وشك وشك وشك وشك وشك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon