توقيت القاهرة المحلي 18:17:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكبيرة

  مصر اليوم -

الكبيرة

بقلم : حمدي رزق

مصر كبيرة قوى، عظمة على عظمة، بلد عظيم، رغم قسوة الجائحة، والعالم يتوقى، وكل يغلق حدوده، ويطرد الغرباء، ويعزلهم، ويحظرهم ويشردهم، إلا مصر لم تعزل شقيقًا أو تحظر غريبًا، ولم تطارد مخالفًا، ولم تكشر فى وجه مقيم، ولم تصرخ على حكومات المقيمين لإجلائهمولم يصدر صوت مصرى نشاز يطالب بالتخلص من غير المصريين، أو حجزهم وعزلهم وحظرهم أو إجلائهم، أو إلقائهم خارج الديرة (الديار) فى الصحراء.

مصر وطن الكرم، وطن من لا وطن له، وأوصى بها المولى عز وجل كل لائذ وخائف وغير آمن: «اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ» (البقرة ٦١).

مصر كبيرة قوى، وحضنها حنين قوى، وشعبها كريم قوى، لم يصدر منها حرف فى قرار يخص أحبتنا فى ديارنا، ورغم ضيقة الجائحة، لم تتبرم من الجاليات العربية المقيمين فيها، السورى له مثل المصرى، والسودانى يأكل من نفس الطبق، والفلسطينى له ما لنا وعليه ما علينا، والليبى.. فى القلب وفى العيون، وان ماشالتكم الأرض..

«الله يخليكى يا شدة ياللى تبينى ده من ده»، أسمع فى الجوار ضجيجًا، ألمس فى الجوار ضيقًا بالعمالة المصرية وغيرها، أسمع حكيًا بغيضًا من أفواه جبلت على عدم الإنسانية، ما بال هؤلاء؟

مصر الكبيرة لا تتبرم بمن فيها، وتكرم وفادة من لجأ إليها، ولا تفرق بينهم والمصريين، كلنا فى الهم مصريون، فى قلوبنا مسكن، وفى عيشنا مأكل، هذه طبائع المصريين، ويصدق فيهم القول الصميم، «الكريم لا يضام».

وتحسبهم أغنياء من التعفف، ونحن فى قلب الجائحة، وتحسبها الحكومة بالجنيه، وباليوم، وتراجع الأرصدة الطبية والتموينية، لم يخرج مصرى واحد يطلب ترحيل المقيمين، لأن مصر ليس فيها مقيمون، فيها محبون، فيها أخوة، ملايين لا تعد ولا تحصى يقتسمون الغموس الحاف، ويشطرون الرغيف «أبو شلن»، برضا نفس، وبمحبة، المصرى لو فى بيته ما يعزها على غريب، ويعزم بقلب «وربنا».. لا يوجد فى بيته طعام وشراب، «ولاقينى ولا تغدينى» مثل شعبى معمول به، معتمد فى الحكى الشعبى، عنوان مصرى فى ابتسامة اللقاء.

فيضان النيل علم المصريين العطاء من فيض الكريم، عطاء بلا حساب، وأجود من الريح المرسلة فى الجوائح، التى تفقر البيوت، لم يشعر غير المصرى بأنه غريب بل حبيب، يستشعر محبة فى حله وترحاله، وفرصة العيش الكريم، مصر ليس فيها «مخيمات لاجئين»، مصر تفتح البيوت للمحبين، ليس بيننا لاجئون، نبغض هذا الوصف على إخوتنا، ولا نتاجر بهم، ولا نطلب من الاتحاد الأوروبى يورو أو دولارًا، ولا نتنطع على الوكالات لقبض ثمن بعد الرؤوس.

الشعب المصرى يضرب أروع الأمثلة الإنسانية فى التعامل مع إخوته فى شدة الجائحة، ولم يشتط مصرى ضيقًا، ويطالب بطرد العمالة أو إنهاء الإقامات وخلافه من حكى محزن نتسمعه فنعجب من فظاظة الحكى، وقساوة اللفظ، وعدوانية غير مبررة أخلاقيًا، تحرك نوازعها الشريرة أغراض سياسية، ما وراء الأكمة ما وراءها، وراءها شيطان رجيم اسمه الإخوان الإرهابيون!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكبيرة الكبيرة



GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 08:18 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 08:15 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon