تذكرت ناظر مدرسة المشاغبين (حسن مصطفى) وهو يشكو حاله لولى أمر الطالب بهجت الأباصيرى (نظيم شعراوى)، قائلًا جملته الشهيرة: «يقوم ابنك أنت، يضحك عليّا أنا، ويبيعلى البتاع دهوّن، ويقولّى ده بيقشر لب!».
نفس حال «جو بايدن»، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهو يشكو حاله لوزير خارجيته «أنتونى بلينكن»، خدعه رئيس وزراء إسرائيل «بنيامين نتنياهو»، كذب عليه كذبة قطع رؤوس الأطفال الإسرائيليين في الكيبوتس.
فعلًا اللى اختشوا ماتوا، البيت الأبيض بجلالة قدره يقر بالخديعة الإسرائيلية، يتراجع في وجه الفضيحة العالمية، وبلينكن يكابر، الشبكات العالمية تعتذر، وبلينكن يكابر، بايدن يختفى من المشهد بعاره، وبلينكن يكابر، بلينكن لا يعرف الخجل.
البيت الأبيض سقط في اختبار المصداقية، كذبة نتنياهو خالت على البيت الأبيض، ومرت على رؤوس صقور وكالة المخابرات المركزية C.I.A، حتى قادة البنْتَاجون سقطوا في الشرك الخداعى، سرعان ما حركوا حاملات الطائرات لكبح قطع الرؤوس، نتنياهو سحبهم من رقابهم إلى كذبة تاريخية، وصمة عار، لسان حال بايدن يقول لبلينكن: «خذنى بعارى»!.
تخيل نتنياهو يتلاعب بأركان إدارة بايدن جميعًا، ولا يزال، وبلينكن يؤمِّن على كذبه، صحيح التراجع صعب، والحقيقة مرة، والخديعة مؤلمة، تخيل نتنياهو الذي لم يخدع طفلًا إسرائيليًّا في كيبوتس (مستوطنة)، يخدع إدارة دولة عظمى.
نحن إزاء إدارة خَرِفة تصدق خرافات وتتفاعل مع أكاذيب مصنوعة في أقبية الموساد، وترسل وزيرى خارجيتها ودفاعها تواليًا وفق كذبة كُشف غطاؤها.
ما الذي أصاب الإدارة الأمريكية الحاذقة، ماذا أصاب أجهزة المعلومات في هذه الإدارة الحصيفة؟، حالة التوهان التي يعانى منها «بايدن» عكست أعراضها على أركان الإدارة التي تحكم العالم، مصداقية الإدارة عالميًّا تتآكل، صدقيتها على المحك.
انكشاف الإدارة الأمريكية هكذا علانية، وفى بيان رئاسى على الهواء مباشرة، فضيحة عالمية، هذه إدارة يسهل التلاعب بها، والكذب عليها، وخداعها، وتوريطها في حروب كونية، إدارة خَرِفة لا تَعِى ما تفعل، لا ترى تحت قدميها، كما يقولون الكِبَر عِبَر، إدارة شاخت في مواقعها.
ليس مستغربًا، بايدن يعانى شيخوخة تؤثر على تفكيره، وإدراكه، وقراراته، يورط الإدارة الأمريكية في مستنقعات سياسية عميقة، رجل في هذا العمر تنطلى عليه الأكاذيب، ويتحدث بما لا يعرف، ويهرف بما لا يفقه.
خدعه نتنياهو، لف رأسه، ورّطه في كذبة سيدفع ثمنها في الانتخابات المقبلة، فرصة وسنحت لمنافسه اللدود «دونالد ترامب» ليعصف به سخرية، ويُقيم عليه الحجة، ويبرهن على الخرف الذي أصاب رأس الإدارة فصارت تهذى.
الإدارة تعالج ورطة بايدن بتراجع على خجل، لافت إصرار بلينكن على التورط في وحل نتنياهو، يهودية بلينكن غلبت دبلوماسيته، يخالف ضميره نصرة لأخيه اليهودى ظالمًا أو مظلومًا.
بلينكن يشاطر نتنياهو الكذبة، ويضطلع بترويجها دون أن يمتلك حتى صورة فوتوغرافية واحدة تدعم مزاعم ابن جلدته.
الإسرائيليون أنفسهم يُكذبون نتنياهو، ويطالبون بمحاكمته، ولكن بلينكن يصدقه، بلينكن يغامر بسمعته وسمعة إدارته، بلينكن يتاجر في الخسارة، يجر الإدارة الأمريكية من رقبتها إلى حقل الشوك.
قد يلتمس الضمير العالمى عذرًا للرئيس بايدن، رجل كبير، وهن العظم منه، واشتعل الرأس شيبًا، والكِبَر عِبَر، ولكنه لن يغفر لـ«بلينكن» الدبلوماسى المحترف السقوط المزرى في وحل نتنياهو.