توقيت القاهرة المحلي 20:45:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طُوبَى للشهداء..

  مصر اليوم -

طُوبَى للشهداء

بقلم - حمدي رزق

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَر.. وتذكر أبناءك على الحدود الملتهبة، شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، جند مجندة فى حب الوطن، تقف زنهار على الحدود. رابصون رابضون، لا تغمض لهم عين، يقول الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم فيهم: «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله». فَصَلِّ لِرَبِّكَ.. وتذكر من يقف فى خدمة وطنه فى نقطة نائية فى صحراء قاسية على الحدود، قائم يحرس فى سبيل الله.

تذكروا جميعًا فى العيد الكبير (عيد الأضحية) أن هناك شهداء أحياء، ضحوا بأرواحهم عزيزة فداء لوطن يستحق الخلود.. فَطُوبَى للشهداء، وطُوبَى فى التنزيل العزيز: (الرعد آية 29)، (طُوبَى لَهُمْ): كل مستطاب فى الجنة من بقاء بلا فناءٍ، وعِزٍّ بلا زوال، وغنى بلا فقر..

لو تعلمون حجم التضحيات الجسام لخير أجناد الأرض لقبّلتم الأرض من تحت أقدامهم، بطول الحدود وعرض البلاد هناك جند مجندة من خيرة الأجناد، ينتظرون منكم الدعاء فى صلاة العيد.

كبروا وهللوا تصلهم تكبيراتكم، «صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده..».

ادعوا لهم بالثبات والرباط.. وبالنصر، ادعوا لهم صبيحة العيد المبارك، إنا استودعناهم أمانة، وسبحانك خير مؤتمن، سبحانك الصاحب والسند، تلهمهم صبرًا، وتؤتيهم عزمًا، اشدد من أزرهم، سبحانك خير معين يا أرحم الراحمين.

فى المعسكرات، والكتائب، والنقاط الحدودية الملتهبة تروى الألسنة بطولات وكأنها أساطير، كل ضباط هنا وحده أسطورة، وكل جندى وحده بطولة، والعيون لا تنام، يتسابقون إلى الشهادة، كل مهمة يتسابق إليها الأبطال فى شوق للشهادة، وكل عملية لها الموعودين.

صل لربك وانحر.. وقبل أن تتشكى من ضيق رزق، تمعن فى من يكتفى بلقيمات يقمن صلبه وشربة ماء وهو قائم يحرس فى سبيل الله، تذكروهم وصلوا من أجل مصر، كما صلى أبونا إبراهيم عليه السلام.. «وإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ» (البقرة / 126)

كنت جنديا مجندا فى صحراء جرداء، ومازلت جنديا مجندا فى بستان الوطن، وعشت ليالى وأياما فى معية الأبطال، وسجلت شهادات، وكان من التقيته أمس، أودعه اليوم، مفكرتى الصغيرة لاتزال تحوى أسماء أحياء شهداء، أو شهداء احياء، أعزهم الله بالشهادة وكتب لجندنا الثبات ولجيشنا النصر.

حزين على فراق الأحبة منهم، إن العين لتدمع والقلب ليحزن، مواكب الشهداء تتقاطع فى الكفور والقرى والمدن، تزفهم الزغاريد، يودعون الشهداء فى ثياب بيضاء..

وحزين على حالنا، نتلهى بالأعياد والأضاحى والاجتماعيات والحكايات، نتلهى بتريندات عن الحجر والشجر، وهناك بطولات وتضحيات من دم ولحم هى أولى بالحكى.

ننتحر اختلافًا على تويتة شاردة أو تغريدة شاذة، أو خبر وهمى موهوم، وهم على قلب رجل واحد فى مهمة وطنية..

نتباكى على علاوات وبورصات ومزايدات، وهم مرابطون على الحدود، «رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ» ( النور 37 ).

أخشى أننا صرنا لا نعتبر لشهادة الشهداء، ولا تهزنا تضحيات السمر الشداد، ولا نقف إجلالًا للموت وهو معدى، الموت مثل الحزن ما بقالهوش جلال يا جدع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طُوبَى للشهداء طُوبَى للشهداء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon