توقيت القاهرة المحلي 14:14:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ديوان المظالم المصرى

  مصر اليوم -

ديوان المظالم المصرى

بقلم - حمدي رزق

رقم جد خطير، ويستأهل التوقف والتبين.. منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، بحسب تقرير المجتهد الدكتور «طارق الرفاعى»، مدير المنظومة، تلقت ورصدت ٩٥ ألف شكوى وطلب واستغاثة خلال الشهر الماضى.

توقُفًا أمام سيل الشكاوى المنهمر على المنظومة بمعدل ٣ آلاف و١٦٦ شكوى يوميًا، وهذا يستوجب توقفًا من راعى المنظومة رئيس الحكومة المهندس مصطفى مدبولى.

لافت حجم الثقة المجتمعية التي تحظى بها المنظومة الواعدة التي لم تتوانَ عن فحص ومراجعة هذا العدد الضخم، والعمل على حلحلة المشاكل وبنسب مقدرة. نجحت المنظومة في فحص ودراسة ومراجعة ٩٣ ألف شكوى وطلب خلال شهر مارس، حيث تم توجيه ٦٩ ألف شكوى لجهات الاختصاص، وحفظ ٢٤ ألف شكوى وفقًا لضوابط الفحص والمراجعة للشكاوى قبل توجيهها للجهات المختصة، وجارٍ استكمال فحص قرابة ألفى شكوى وطلب تمهيدًا لاتخاذ ما يلزم بشأنها.

نجاح المنظومة راجع بالأساس إلى جهد وصدقية واحترافية فريق العمل في التعاطى مع شكاوى الطيبين بمنهج وضمير ورغبة في الخدمة المجانية، خط الشكاوى الساخن بات ملاذًا للمظلومين والذين ضاقت بهم الحال فالتمسوا حلولًا، المنظومة تِبل ريق الناس، أَقلّه حد يسمعهم ويتواصل ويتفاعل معهم، وهذا من طيب الأعمال.

وعن تجربة حقيقية، لم تتأخر المنظومة يومًا، آناء الليل وأطراف النهار، عن شكوى مرسلة تخص «مواطن غلبان» غُلِّقت الأبواب في وجهه، ففتحها شباب المنظومة الراقية الذين يواصلون العمل على مدار الساعة على خط ساخن.

الأرقام المعلنة تؤشر بوضوح على ضعف استجابة الجهاز الإدارى للدولة لشكاوى المواطنين، فيلجأون مضطرين إلى الطريق البديل وهو (منظومة الشكاوى) لأنها الناجزة، وكلما تحسنت الاستجابة والتواصل والعمل على حل المشكلات في أماكنها، ريفًا أو حضرًا، ينقص محصول المنظومة.

زيادة حصاد المنظومة من جهة مؤشر جودة الخدمة، ولكنها عكسيًا تؤشر على سوء الخدمة في النهايات الطرفية حكوميًا في الوزارات والمحافظات وغيرها.

والسؤال: إذا كانت الاستجابة سريعة وفورية عبر المنظومة هكذا، فلماذا تتعطل استجابات الوزارات والمحافظات والهيئات والمؤسسات لشكاوى المواطنين (مباشرة)؟!.

وإذا كانت نسب الاستجابات جيدة هكذا من جانب الوزارات والمحافظات والهيئات والمؤسسات، جميعًا حققت نسب إنجاز عالية في التعامل مع الشكاوى الموجهة لها كمًا ونوعًا، فلماذا تضن هذه الوزارات والمحافظات والهيئات والمؤسسات نفسها عن الاستجابة مباشرة؟، لماذا الدوران حول رأس الرجاء (المنظومة)، والطريق سالكة وقصيرة بين المواطن والوزارة والمحافظة؟!.

أعرف أسبابًا، منها الجدية وسرعة الاستجابة والتواصل الساخن لدى المنظومة، بمجرد تلقى الشكوى يتم العمل عليها، والشكوى لا يمر عليها ٢٤ ساعة في المنظومة دون تذليل أسبابها وحلها أو توفير رد عليها مع اقتراح البدائل إذا تعذر الحل.

المنظومة إذن باتت تشكل «ديوان مظالم» معتبرًا، وتؤسس لنسق حكومى يعمد إلى التواصل الفعال مع المواطن، الذي كان يشكو ولا مستمع ولا مجيب حتى ضجَّ من الشكوى.

خلاصته: مهمة هذه المنظومة في عمق الدولاب الحكومى، رئة جديدة، مساحة للتنفس، والتنفيس عن الناس، نَفَس جديد بعد انغلاق أبواب الشكوى في وجه المواطنين.. إذا نجحت المنظومة في مهمتها نضمن علاقة حسنة وتواصلًا طيبًا واستجابات واقعية ورد فعل طيبًا، ما يجلب رضاء يُترجم إلى بعضٍ من السعادة، وسعادة المواطن التي هي أسمى أمانينا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديوان المظالم المصرى ديوان المظالم المصرى



GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

GMT 22:47 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حرب القرن

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 05:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة
  مصر اليوم - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:41 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها
  مصر اليوم - لبلبة تكشف عن الشخصية الوحيدة التي تشبهها في أفلامها

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى

GMT 00:13 2020 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حسام حبيب يعلن تراجع شيرين عن اعتزال السوشيال ميديا

GMT 02:27 2020 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أحمد شوبير يستفز أندية الدوري برسالة مثيرة بسبب الأهلي

GMT 20:15 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مارتن سكورسيزي على أعتاب رقم قياسي بحفل "غولدن غلوب" 2020

GMT 03:36 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

نوسيلة إسماعيل تنفعل على أحمد موسى بسبب واقعة "إطلاق النار"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon