توقيت القاهرة المحلي 11:03:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وثيقة المدينة نسخة أزهرية منقحة ومزيدة

  مصر اليوم -

وثيقة المدينة نسخة أزهرية منقحة ومزيدة

بقلم - حمدي رزق

قطع الإمام الأكبر الدكتور الطيب أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قول كل خطيب بالفتنة، والطائفية، وقال قول الإسلام الحنيف فى أهل الكتاب، محبة ورحمة وعدلًا، ومساواة فى الحقوق والواجبات.بعد قول الإمام الأكبر، أكرمه الله، وأشاع غبطة فى النفوس، فلتصمت منابر ومنصات الفتنة، وليكف العاملون عليها (أمثال برهامى وصبيه عبدالله كشرى وأذنابهم من السلفية المتسلفة)، وليتقوا الله فى دينهم الذى يأمر ببر أهل الكتاب والعدل معهم، وليترفقوا بوطنهم الذى يتسع لحرية العبادة وحرية المعتقد بلا مَنًّ وَلَا أَذًى، وليعتبروا لحكمة الإمام

وقبلها وبعدها ليعتذروا علانية لكل مصرى (مسلم أو مسيحى) عما بدر منهم عدوانًا بالفعل أو القول، أو بالإشارة تصريحًا أو تلميحًا، غمزًا ولمزًا، اتساقًا مع توجيه الآية الكريمة: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (المائدة: ٨).

وبالحق وإحقاقًا للحق، وضع الإمام الأكبر النقاط فوق الحروف جميعًا، دحضًا للالتباسات التى شاعت جورًا وظلمًا، وتجليسًا للمقاصد العليا، وجلبًا للمصالح ودرءًا للمفاسد والشرور، وضعها جميعًا فى وثيقة تجسيد لفقه المواطنة فى دولة مدنية حديثة، فيها رائحة «وثيقة المدينة» العبقة بتعاليمها المدنية، مع الإحاطة بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال.

ما خطه فضيلته قربى إلى الله يستأهل توقفًا وتبينًا وتأملًا، ابتداء من قاعدة «لا يجوز للمسلم مسَّ التوراة والإنجيل دون طهارة» (نفس حكم مس المصحف الشريف)، وهذا جديد على الأسماع الموصدة، وانتهاء بـ«التضييق على غير المسلمين فى مأكلهم ومشربهم فى نهار رمضان بدعوى الصيام (سخف)، لا يليق ولا يمت للإسلام من قريب أو بعيد»

الإمام يحلق فى سماء السماحة، ويقطع بالقول، «لا محل ولا مجال أن يُطلق على أنهم (أهل ذمة).. فهم مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات.. و(المواطنة) تعبر عن روح الإسلام وفلسفته».

ويمد بساط التقوى، ويقول: «لا يوجد فى القرآن ولا فى السنة النبوية ما يُحرِّم بناء الكنائس.. وما يحدث من مضايقات عند بناء أى كنيسة هو ميراث عادات وتقاليد.. وبناء مسجد أمام كنيسة والعكس نوع من التضييق المنهى عنه، فضلًا عن أن الإسلام يساوى بين الدفاع عن المساجد والدفاع عن الكنائس ومعابد اليهود بالقدر نفسه».

وبعيدًا عن «حديث الشريعة»، يقف وقفة معتبرة سياسيًا بقوله: «حدثت اختراقات للمجتمع المصرى مسَّت المسلمين والمسيحيين.. ومن نتائج ذلك أن أصبح خطاب بعض المتشددين أسير مظهريات وشكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقى».. فيها إشارة واللبيب من الإشارة يفهم!!.

هذا ما كان مرجوًا من فضيلته وطال انتظاره، وكما يقولون أن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى أبدًا، وخير ما فعل فضيلته أن حضر بثقله ليئد

فتنة لعن الله من أيقظها وعمل عليها، ولعلهم يفقهون قوله، ويكفون عن الأذى، أذى الآخر إنسانيًا، وأذى الإسلام دينًا، وأذى الأزهر شيخًا ومشيخة، ومنهجًا وسطيًا يقوم عليه ثقات مؤتمنون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وثيقة المدينة نسخة أزهرية منقحة ومزيدة وثيقة المدينة نسخة أزهرية منقحة ومزيدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon