بقلم - محمد أمين
لا نحتاج إلى «شهادة» من الخارج بأن مصر آمنة.. عودة تحويلات المصريين فى الخارج إلى أقصى معدلاتها «شهادة» بأن مصر أمان، واعتذار عما حدث بعد 30 يونيو.. عودة الفلوس للبنك المركزى «شهادة».. إعلان الاستنفار الأمنى، وإحباط مخطط لضرب الأقباط فى الكريسماس «شهادة».. جلوسنا على المقاهى للفجر «شهادة» من مواطنى مصر للعالم!
ففى وقت واحد تقريباً، أعلن محافظ البنك المركزى، طارق عامر، أن تحويلات المصريين زادت بنحو 1.6 مليار دولار، وبمعدل 8%، لتسجل نحو 21.4 مليار دولار، مقارنة بنحو 19.8 مليار دولار خلال الفترة المماثلة من السنة الماضية، وأعلنت وزارة الداخلية إحباط محاولة لضرب الاستقرار فى أعياد الميلاد، كما أعلنت الاستنفار «الأمنى» فى ربوع مصر!
فالاستنفار ليس فى الجهاز الأمنى فقط.. وليس فى الجيش فقط.. الاستنفار فى الجهاز المصرفى أيضاً.. فالجهاز المصرفى حساس للغاية.. ويتأثر بتصريحات الوزراء عن البنوك.. ويتأثر بأى كلام عن الاستثمار.. يتأثر أيضاً بصحة رجال الأعمال.. الاستنفار كذلك فى قطاع التعليم.. مصر تتغير.. دخلت تصنيف شنغهاى.. جامعات مصرية «دخلت»، فلم نصفق لها!
لم نصفق حين أحبطت الشرطة محاولة الاعتداء على الأقباط.. وقتل الأسود 8 من الإرهابيين وقبضوا على أربعة آخرين.. مع أننا كنا سنلطم لو نجحوا فى «المخطط».. ولم نصفق حين عادت تحويلات المصريين.. مع أننا «لطمنا» حين تم شراؤها فى الخارج.. ولم نصفق حين فازت جامعات مصر ودخلت تصنيف شنغهاى، مع أننا كنا «نلطم» لأننا فى «ذيل القائمة»!
وللأسف لم نصفق أيضاً حين أكدت منظمة «جلوبال فاير باور» أن مصر الأولى عربياً وأفريقياً، وتتفوق على الجيش الإسرائيلى، وتحتل المركز رقم 12 على جيوش العالم، كما تتفوق على الجيشين الإيرانى والباكستانى، وهى دول تمتلك القنبلة النووية.. لماذا؟.. هل كلمة الحق صعبة؟.. لماذا لا تفخر ببلدك وتعرف أنه يتقدم وأن هناك مَن يسهر على حمايته أمنياً ونقدياً؟!
أحاول هنا الإجابة عن أسئلة أبنائى: هل إحنا على الطريق الصحيح يا بابا؟.. أيوه إحنا صح.. أجيب أيضاً عن أسئلة أصدقائى.. نعم نحن على الطريق الصحيح.. هناك قيادة وطنية لا تنام.. فقد عاد الرئيس من النمسا ليلاً، ثم ذهب فجراً ليتفقد مشروعات الجلالة.. يتواصل مع الأجهزة الأمنية لتهيئة الأجواء فى أعياد الميلاد.. حتى تمر فترة «الأعياد» فى هدوء واطمئنان!
بلاد كثيرة حولنا لا تشارك فى صناعة مستقبلها.. يتحكم آخرون فى مصائرها.. افرحوا بوطنكم أنه فى «أمان».. افرحوا بجيشكم أنه فى قمة الاستعداد.. افرحوا بشرطتكم أنها فى حالة استنفار.. افرحوا بثقة العالم فى اقتصادكم.. يديره شجعان أيضاً.. فهناك بطولات لا تعلمونها!
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع