بقلم - محمد أمين
يبدو أن ما أثاره الدكتور أحمد عفيفى هنا على مدى يومين عن الانتحال والسرقات العلمية فى الجامعات المصرية قد نكأ جراحاً كثيرة.. وربما فتح باباً للكلام المكشوف عن المجتمع الأكاديمى وما يحدث فيه.. سواء من جانب الباحثين أنفسهم أو لجان التحكيم.. واليوم، أقدم تعليقين جديدين للنقاش العام.. فلا فائدة من الجدل الدائر حول فشل المنتخب فى كأس العالم!.
التعليق الأول يؤكد أن الفساد يشوب العملية كلها.. وصاحبه أستاذ جامعى لم أستأذنه فى نشر اسمه.. يقول فى تعليقه: «للأسف هناك حالات صارخة فى الجامعات، فهناك من ترجم رسالة من الإنجليزية والعربية وحصل بها على الدكتوراة، وهناك من تقدم للترقية بأبحاث مسروقة بالكامل، وتم اكتشاف ذلك فى اللجنة العلمية، ولكن المجاملات حالت دون محاسبة الحرامى!
نعم، المجاملات والوساطات أدت لعدم اتخاذ إجراء حيال هذه الجرائم.. وللأسف أيضاً فإن هؤلاء يشرفون على طلاب الدراسات العليا، وبعضهم شغل مناصب قيادية فى الجامعة.. ولقد أدى ذلك إلى شبه انهيار فى البحث العلمى، خصوصا فى الكليات التى مازالت البحوث تعد فيها باللغة العربية، فماذا نتوقع من أستاذ سرق رسالة للحصول على الدكتوراة، وسرق أبحاثا للترقية؟!
والسؤال: فما العلم الذى ينقله لطلابه، وما القيم التى يغرسها فيهم؟.. هؤلاء الآن هم أصحاب الصوت العالى، وبعضهم شغل منصب عميد أو نائب رئيس جامعة أو رئيس جامعة أو محافظ، وربما وزير.. يجب أن تكون هناك وقفة حازمة ضد هذه الجريمة، وكفانا مجاملات فى لجان التحكيم، وفِى اللجان العلمية للترقيات. ويجب أن نفكر فى مستقبل هذا البلد أولاً وأخيراً»!.
والتعليق الثانى من الصديق الدكتور محمد شتا، ويحمل مرارة كبرى تصل إلى حد الغضب.. يقول فيه: «أشفق عليك من الكتابة فى هذا الموضوع.. لأنه ببساطة لا يوجد بحث علمى ولا يحزنون، إلا من رحم ربى من قلائل مازالوا على العهد يحافظون.. ومعناه أن القاعدة هى الفساد، والاستثناء هو الانضباط.. وغالباً هذه الشريحة من الجيل القديم، أو الدَّقَّة القديمة فقط!.
فقد كنت عضوا بمجلس أكاديمية البحث العلمى منذ أكثر من 15 سنة، وكان هذا المجلس منوطاً به منح جوائز الدولة، وكنت حديث عهد بعضويته، وأقسم لك بالله كدتُ أصاب بحالة اكتئاب شديدة وأنا أرى مهزلة منح جوائز الدولة، والتى لم تكن تفرق كثيراً عن انتخابات المجالس النيابية فى القرى.. كما أننى دُعيت كثيراً لمناقشة بعض الرسائل العلمية، وأخيراً توقفت!.
والآن، أعتذر عن عدم مناقشة الرسائل، لأنها مأساة حقيقية، يعلمها الشرفاء فقط.. وهى تهدد سمعة ومكانة مصر.. فهناك حالة فوضى.. حملة دبلومات فنية أصبحوا دكاترة.. وهناك سماسرة لتوصيل شهادة الدكتوراة (ديليفرى).. وللأسف هناك حالات صارخة وشهيرة لبعض رجال الأعمال والإعلام أيضاً!».
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع