بقلم - محمد أمين
الأسبوع القادم تهبّ على جميع أنحاء البلاد عاصفة ترابية شمالية شرقية جنوبية غربية.. لا أعرف هل استعدت لها مصر أم لا؟.. وهل استعدت حكومة مدبولى أم لا؟.. فهى ليست فى قاموس هيئة الأرصاد الجوية، ولم ترصدها أجهزة الهيئة، ولكن ينبغى أن ترصدها وزارة التعليم.. أتحدث عن عودة الدراسة، بكل ما تعنيه الكلمة من «ضغط» وزحام وارتباك!.
وبالطبع فقد عاشت الأسرة المصرية آلام الإنترفيو والمصاريف واليونيفورم.. وكانت آلام الإنترفيو أكبر من آلام الولادة ذاتها.. وربما عقدة أكبر من عقدة شمال أفريقيا للمنتخب.. فقد سهر الأبوان يذاكران قبل ساعة المحاكمة من أنتما، وماذا تعملان؟.. هل الأسرة مشتركة فى ناد؟.. كم مرة تطلبون الدليفرى؟ وأى مصيف تفضلون؟.. أسئلة «تمييز طبقى» بامتياز!.
زمان، كانت المدارس لها فرحة كبرى.. كنا نغنى «رجعوا التلامذة يا عم حمزة».. وعودة التلامذة كانت عودة الأمل.. أصبحت عودة العذاب.. فالأولاد يكتبون على الحوائط «للذكرى الهباب وأيام العذاب».. كأنهم يساقون إلى الموت.. وكانت الحياة بسيطة فأصبحت كاشفة لعورات البيوت.. لا يتعلم إلا من استطاع إليه سبيلاً.. رحلة عذاب حتى يقبلوا أولادك فى «كى جى وان»!.
ولابد أن الذين نجوا من الإنترفيو والمصاريف واليونيفورم، لن ينجوا من قائمة الأصناف المطلوبة.. من أول 20 دوسيه بكبسولة و12 قلم و6 أستيكة و12 بكرة تواليت و5 علب مناديل و3 زجاجة ديتول و3 علب مناديل وايبس و10 لاصق طبى وعشرات الاسكتشات والألوان والبرايات ورزم ورق التصوير.. كل هذا من طفل واحد فقط.. فما معنى كل هذا بذمتكم؟!.
فهل يعلم معالى وزير التعليم بهذه التصرفات المسيئة؟.. وهل مازالت الوزارة لها العصمة على المدارس فى مصر؟.. وهل مازالت لجان التفتيش تعمل؟.. هل تهاجم مخازن المدارس، وتسأل عن هذه الأصناف غير المسجلة فى الدفاتر؟.. أى جنون هذا؟.. هل هؤلاء يعرفون ما يعانيه الناس فعلاً؟.. هل كان «الإنترفيو» نوعاً من استكشاف الوضع المادى والاجتماعى؟!.
من الجائز أن يكون البعض قد تحمّل رذالات الإنترفيو، وسخافات المصاريف دفعة واحدة، واشتراطات شراء اليونيفورم من محلات بعينها، فما هو المبرر لشراء أدوات سنة كاملة من أول يوم؟.. هل تتاجر فيها المدارس؟.. هل تعيدها مرة أخرى إلى المكتبات والصيدليات؟.. فلماذا لم يطلبوا هدايا المدرسين فى عيد الأم وشم النسيم ورأس السنة والعيدين وغيرها؟!.
والسؤال: هل نتحرك الآن قبل العاصفة؟.. هل نستطيع مواجهة تداعيات عودة المدارس؟.. هل تحركت لجان التفتيش لضبط المخالفات؟.. هل نريد تطبيق نظام جديد فعلاً؟.. أثبتوا أن فى مصر حكومة قادرة تواجه العبث فى منظومة التعليم، بداية من إجراءات القبول والمصاريف، وكل شىء!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع