بقلم - محمد أمين
فاجأنى اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، أنه يعى تماماً استراتيجية التعليم، ويعرف كيف ينفذها قبل أن تكون هناك استراتيجية للتعليم.. وفاجأتنى السفيرة نبيلة مكرم بحضورها اللافت، وقدرتها على استقدام علماء مصر فى الخارج، ليشاركوا فى مؤتمر «مصر تستطيع».. وفاجأنى علماء مصر بأن ثروتنا لا تقدر بثمن، لو أمكن «استغلال» هذه الطاقات فعلاً!.
وأعترف بأننى خرجت بطاقة إيجابية رائعة، لم أكن أخرج بها لو لم أحضر المؤتمر فى عروس البحر الأحمر.. نحن لدينا إرادة سياسية، ولدينا قدرة كى نعمل بروح الفريق.. الوزيرة نبيلة كانت تتكلم أننا يمكن أن نعمل معاً بروح التعاون دون أن يكون هناك «واحد» هو الأول على الفصل.. علمتنا أن نشكر سائق الوزارة قبل الوزير، وعلمتنا أن نحترم «فكرة الفريق»!.
الآن أقول لكم: لماذا صفقت لمحافظ البحر الأحمر؟.. فقد لخص حل مشكلة التعليم، وحكى عن تجربته الشخصية فى مواجهة التسرب.. وقال إنه فوجئ بأن التلاميذ لا يذهبون إلى المدارس، وأن نسبة الغياب عالية جداً.. كما أن نسبة النجاح منخفضة جداً... واكتشف أن المسألة لا تتعلق بالمناهج ولا المدرسة.. المشكلة كانت اقتصادية تتعلق بالوجبة المدرسية!.
ومن هنا كانت فكرة تقديم وجبة غذائية ساخنة فى المدرسة، بالتنسيق مع المستثمرين وبنك الطعام، وتشغيل المرأة المعيلة الماهرة لإعداد الوجبات يوماً بيوم.. وتم إنجاز الفكرة.. وهنا وصلت نسبة الحضور إلى 99%.. وبالتالى ارتفعت نسب النجاح أيضاً.. هذا هو بالضبط مشروع التعليم.. وهذا هو بالضبط تطبيق عملى لمقولة «العقل السليم فى الجسم السليم»!.
وعرض المؤتمر فيلماً قصيراً عن المؤتمرات السابقة.. واختتمها المنظمون بمقولة الرئيس: «أنا مش عاوز عقل متعلم فقط، أنا عاوز إنسان».. وهكذا كان الهم الأول للرئيس بناء الإنسان.. بالتعليم والصحة والسكن الآدمى.. وأظن أن علماء مصر حين استمعوا لكلمة المحافظ قالوا هذه هى بالضبط منظومة التعليم التى تعلمناها.. فالقصة ليست مناهج ولا مدرسة فقط!.
وبالتأكيد فإن كل واحد من هؤلاء العلماء، الذين يتقدمهم «فاروق الباز»، يمكن أن يقدم الصورة المثلى لدفع منظومة التعليم فى مصر.. ويمكن أن يكون لديه ما يقدمه للوطن.. ويمكن أن يقدم حلاً حتى يستيقظ ابنك فى الصباح وهو يقول «عاوز أروح المدرسة»، وليس «الإجازة إمتى؟».. مطلوب منظومة تكتشف المواهب وتستغلها لصالح الوطن.. مطلوب بناء الإنسان!.
وأخيراً، فقد تحدث الجميع عن «فكرة الفريق».. وتحدثت الوزيرة نبيلة مكرم عن «السائق» قبل مساعد الوزير.. وتحدث العلماء عن الفريق المعاون.. يبقى أن تسود روح الفريق فى مصر.. روح التعاون لا التنافس.. الجماعة قبل «الوان مان شو».. وعندئذ مصر تستطيع!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع