توقيت القاهرة المحلي 12:31:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إجروا معانا!

  مصر اليوم -

إجروا معانا

بقلم - محمد أمين

الخطاب السياسى الذى يتبناه الرئيس لا يخلو من الإحساس بأنه فى «ماراثون».. وهو بالفعل فى ماراثون حقيقى، لا ينافسه فيه إلا نفسه.. كأنه يريد ألا يُسدل عام 2018 الستار حتى يضع فى كشف حسابه مشروع 7100 صوبة زراعية بمواصفات عالمية، وكأنه يسابق الزمن.. الرئيس يجرى وهو يقول «إجروا معانا».. وهو لا يعرف متى يتوقف عن الجرى!

الجديد فى الأمر أن ما رأيناه، أمس، «زراعة محمية» موجودة على أرض صحراوية، تعتمد على مياه أقل، وبمساحات شاسعة جداً، وتوفر فرص عمل ضخمة، وتقدم غذاء نظيفاً من النوع «الأورجانيك» الذى تحدث عنه الرئيس.. فهو يريد أن يأكل المصريون الخضار بلا كيماويات، وبالتالى فهو يُجنِّبهم السرطانات، وهو أول شىء فى «منظومة بناء الإنسان»!

فلا تأثرنا بكلام عن تراجع حصتنا من النيل، ولا وضعنا أيدينا على خدودنا.. هذا وقت نبحث فيه عن البدائل ونوظف العلم ونستفيد من المراكز البحثية وبحوث الصحراء.. كان البعض يقول: هيزرع منين؟.. فين المَيّة؟.. الدلتا عطشانة، فكيف يزرع؟.. وعلى فكرة الدنيا مش هتقف.. ليس كل الناس عندهم النيل؟.. فلتكن عندنا أدوات «علمية» للإنتاج الزراعى!

«الآن نعمل للمستقبل» هذه هى الحكاية بالضبط.. سنعمل وننتج ونُجنِّب أولادنا أكل الخضار بمياه الصرف الصحى.. وسنُجنِّبهم الأكل بالكيماويات المسرطنة.. يقول السيسى: «فى السوبر ماركت الكبير بيقولوا ده أورجانيك، الناس تاكل أورجانيك والمصريين ما ياكلوش أورجانيك، لا إن شاء الله كله هيبقى كده، بس اجروا معانا».. فلا تتفرجوا فقط ولا تتريقوا!

فى يوم من الأيام «صرخنا» حين ارتفع سعر الطماطم والبطاطس.. قلنا إلا صينية البطاطس يا ريس!.. الآن عندنا زراعة محمية لا تتعلق بالعروة، وليست لها علاقة بفاصل العروات فى الأرض العادية.. سنحقق الاكتفاء الذاتى من الخضار.. ولن نتعرض للاستغلال مرة أخرى.. هكذا يحاول طرح البدائل وتضييق الحلقات لتحقيق الأمن الغذائى، ولا يهتم بأمن البلاد فقط!

فلم يجد الذين يجيدون التريقة والسخرية شيئاً يدعو للتريقة فسكتوا، كأن شيئاً لم يحدث.. فلم يجدوا مثلاً شتلات مزروعة بالخضار والطماطم كما حدث.. ذات يوم راح رئيس سابق يفتتح مشروعات زراعية، فاكتشف أنهم زرعوا الشتلات بالطماطم والخيار.. نحن الآن أمام عمل حقيقى «غير مسبوق».. ألا يستحق الرئيس كلمة شكراً؟.. ألا «يستحق» هذا أن نفرح؟!

باختصار، هذه ليست مزارع للجيش أبداً.. ولكنها مزارع لشعب مصر، تشرف عليها شركة وطنية تضبط الأداء وتحقق السرعة والانضباط.. يشرف عليها علماء وباحثون.. ويعمل فيها عشرات الآلاف من الشباب.. ولا مانع أن يكون هناك قائد خط الخيار، وقائد خط الطماطم والفلفل!.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إجروا معانا إجروا معانا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم "السلّم والثعبان"
  مصر اليوم - حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم السلّم والثعبان

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon