بقلم - محمد أمين
شاهدت عدة صور أمس قبل انعقاد الاجتماع الأسبوعى للحكومة.. كان القاسم المشترك فيها رئيس الوزراء.. أحسست بأنه اجتماع مختلف.. فما هو وجه الاختلاف هذه المرة؟.. يبدو أنه كانت هناك أنباء سارة ومبادرات وشهادات.. أضفت حالة من البهجة على الاجتماع، وأشاعت حالة من الاطمئنان، خاصة ما يتعلق منها بحالة الاقتصاد وإقبال المستثمرين الأجانب!.
وبالفعل كانت هناك شهادتان على قدر كبير من الأهمية.. الأولى من مديرة صندوق النقد كريستين لاجارد.. والثانية من بلومبرج.. الأولى إشادة صريحة واضحة بحالة الاقتصاد، وبالمناسبة فشهادة «لاجارد» لا تأتى من فراغ، وليست على سبيل المجاملة.. ولكنها تعكس تقدير مؤسسة كبرى مثل صندوق النقد، وتصدر لأول مرة، وتعنى أن مصر على الطريق الصحيح!.
وكان مجلس الوزراء فى قمة معنوياته أمس، وترجم ذلك أيضاً فى إشادة مماثلة.. وشاهدت رئيس الوزراء يلتقى واقفاً بعدد من وزراء المجموعة الاقتصادية، منهم هالة السعيد ومحمد معيط.. وكأن النتيجة قد ظهرت ونجحت مصر.. بيان «لاجارد» كان له تأثير كبير.. حتى إننا فوجئنا أمس بإقبال الأجانب على شراء السندات بنسبة 100% وتعنى حالة ثقة كبرى!.
وقد سجلت شبكة بلومبرج ذلك فى شهادة أخرى، ولاشك أن إقبال المؤسسات المالية الكبرى على التواجد فى مصر يفتح باب الأمل، ويؤكد النظرة الإيجابية فى الاقتصاد القومى.. معناه أننا قد نودع سنوات من الآلام.. وبالتالى ينبغى أن نبنى على هذه الثقة، ونجذب الاستثمارات الأجنبية.. وساعتها سيتراجع التضخم وتنتعش العملة المصرية وتعود المياه لمجاريها!.
وبأمانة شديدة ينبغى أن نعطى كل ذى حق حقه، وأقول وراء هذه الشهادة الكبرى عمل كبير وإجراءات عظيمة ومذاكرة على مدى عامين وضغط أعصاب عاشها رجال البنك المركزى بقيادة طارق عامر.. فقد تحمل ما لا يتحمله أحد.. ومر عامان بلا نوم وبلا راحة.. حتى استقرت سوق الصرف، وزاد الاحتياطى الأجنبى وتراجع التضخم إلى 12%.. ولم يتكلم!.
الشهادات الدولية تفتح باب الأمل بالتأكيد.. وتجعلنا على الطريق الصحيح فعلاً.. ولكننا حتى نحافظ على ما جرى لابد من زيادة التصنيع وتقليل الواردات وزيادة الصادرات.. ولابد من التوسع فى الزراعة، خاصة أن 7% من التضخم مصدرها البطاطس والطماطم.. وهو غير معقول بالمرة.. ولابد من التوسع فى المشروعات الصغيرة، فهى أهم من المشروعات الكبرى!.
السياسات والإجراءات التى يتخذها البنك المركزى جزء من الحل، ولكنها ليست الحل.. وعلى الحكومة أن تزرع وتصنّع وتستثمر.. لا توجد مشكلة الآن.. فقد أصبح الجنيه رابع عملة تنافسية فى العالم.. فلماذا يقف الاستثمار على الباب ولا يدخل مصر؟.. وهل تتباهى الحكومة بشعر بنت أختها؟!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع