بقلم : محمد أمين
قبل رمضان بيوم واحد، افتتح الرئيس مشروع أنفاق قناة السويس.. ويومها تخيلت أن رمضان سيكون شهر الأنتخة.. الدنيا حر وصيام وإن لم يكن من أجل الرئيس، فهناك مرافقون مثلى لا يخرجون للشارع قبل أن يعرفوا نشرة الأرصاد، وحركة الشوارع.. وفوجئت أمس بأن مصر على موعد مع التاريخ.. كان الرئيس يفتتح محور «تحيا مصر» في عز الحر!.
فالرئيس لا يعرف النوم والأنتخة، لا جمعة ولا رمضان.. والذين يعملون معه يعملون بهذا الشرط.. والمشروعات لا تُفتَتَح في المناسبات الوطنية فقط.. لا في 6 أكتوبر ولا 25 إبريل.. لا في 25 يناير ولا 30 يونيو.. كل مشروع ينتهى يتم افتتاحه.. يريد أن تدخل كل أيام مصر التاريخ.. وبمناسبة العاشر من رمضان افتُتح المحور الذي دخل موسوعة جينيس!.
وهذه شهادة لمصر الآن.. والفارق كبير بين الشهادة والنفاق.. فالكتابة لها رائحة.. ورائحة الكتابة يمكن أن تميز كاتبًا عن آخر.. نعم الكتابة لها رائحة أيضًا.. وكنا زمان نشم رائحة الموضوعات قبل نشرها.. وكنا نمنع نشرها في حالات معينة.. و«لو حد قالك يعنى السيسى عمل إيه دِبّ صبعك في عينيه».. فهو يعمل من أجل الوطن في زمن ضيّع فيه البعض أوطانهم!.
القصة ليست في إنشاء كوبرى أو محور.. وليست في الحصول على شهادة جينيس ودخول التاريخ.. القصة أنه يعمل بحسابات وطنية، لا يدخل في معارك، ولا يدخل في مغامرات.. عينه على الأمن القومى.. وعينه الأخرى على نهضة البلاد، بإنشاء البنية الأساسية، لتهيئة المناخ أمام الاستثمار.. يعمل ذلك وهو لا ينتظر أبدًا كلمة شكر، ولا ينتظر حتى «شهادة»!.
سمعت شهادات كثيرة من عرب يتحدثون عن نهضة مصر وكيف تجاوزت محنتها.. يقارنون بين ما يجرى هنا وما يحدث في بلاد عربية.. منهم الإعلامى الكبير جورج قرداحى على قناة «القاهرة والناس».. قال كلامًا لا يمكن أن يقوله إعلامى مصرى.. ولو قاله لاتهموه بالنفاق للسلطان.. وليست كل شهادة نفاقًا.. وليست كل كلمة حق نوعًا من التقرب للسلطان أبدًا!.
الوطنية ليست ترديد الشائعات والأكاذيب، والطعن في كل شىء عظيم.. فلا هي وطنية ولا هي معارضة.. المعارضة شىء آخر لا يعرفه هذا «الجيل الإلكترونى».. ليست السخرية من كل شىء.. ليست النقد «عَمّال على بَطّال».. عشنا المعارضة فلم نكتب خبرًا كاذبًا.. ولم نطعن في شىء.. وهكذا ينبغى أن ندعم الدولة حين تنهض.. وندعم الرئيس حين يعمل للوطن!.
السؤال: متى تم تنفيذ هذه المشروعات بالضبط؟.. أين كنا مثلًا؟.. الإجابة دون زعل: «كنا نسخر ونتّريق على كل شىء».. الآن أصبحت معنويات مصر في السماء.. وبنيتها الأساسية شهادة على نهضتها.. عندى أمل بأن بكرة أحسن سياسيًا واقتصاديًا وعلى مستوى الحريات أيضًا!.