توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فكرة النموذج!

  مصر اليوم -

فكرة النموذج

بقلم : محمد أمين

قرأت قصة قصيرة تم تسويقها على أنها «نموذج».. القصة تتحدث عن نجاح شاب فى عمل «توك توك كافيه» لمواجهة البطالة.. المهم أنها ليست المرة الأولى.. هناك قصص أخرى أيضًا تتحدث عن عربة بطاطا، فهل تاهت البوصلة من يد الإعلام؟.. هل أصبح الإعلام يدير الجهل بدلًا من إدارة الوعى؟.. هل أصبحنا نبحث عن نجاحات صغيرة لمواجهة الإحباط مثلًا؟!.

أتحدث عن فكرة النموذج.. فما النموذج الذى يتم تسويقه الآن؟.. هناك أيضًا مَن يتحدث عن شاب عثر على «شنطة فلوس» وسلمها لصاحبها.. هؤلاء نفرد لهم الصفحات.. أليست هذه هى الأمانة؟.. أليس هذا الشاب يؤدى الأمانة؟.. ما الحكاية فى تضخيم هذا الفعل؟.. هل معناه أن هذا الفعل أصبح نادرًا هذه الأيام؟.. هل الأصل أن مَن يجد شيئًا يسرقه ولا يرده؟!.

السؤال: لماذا نروج إعلاميًا لمشروعات استهلاكية؟.. أين نموذج الباحثين والعلماء والصنايعية؟.. أين قصص المستثمرين الجدد؟.. ما الذى يترسب فى الذاكرة من تشجيع نماذج تبيع بطاطا أو تصنع قهوة؟.. لماذا لا نشجع صغار المنتجين؟.. هل الإعلام يدير الجهل؟.. لماذا لا نشجع أصحاب الأفكار لتحويلها إلى فرص استثمار؟.. هذا مربط الفرس الذى يعنينى!.

ولا أريد أن أقلل من قيمة ما فعله هذا الشاب أو ذاك.. هذا هو ما استطاع أن يفعله ليوفر فرصة عمل.. سؤالى: ما النموذج فى هذا أصلًا؟.. ما القيمة المراد تسويقها؟.. أظن أن الهدف هو البحث عن ترخيص أو مكان فى الشارع.. وبالتالى تتحول الشوارع إلى أكشاك تبيع كل شىء، ولا تنتج أى شىء أبدًا.. هل هذا هو ما يروجه الإعلام من نماذج؟!.

فمَن يضع هذه الأجندة الإعلامية بالضبط؟.. لماذا لا نبحث عن النماذج المضيئة؟.. ولماذا لا نقدم نماذج للباحثين والمستثمرين؟.. كم واحدًا استفاد من مشروع الـ200 مليار جنيه حتى الآن؟.. متى تتحول مصر إلى دولة منتجة لا دولة مستهلكة؟.. كم مشروعًا سمحت به وزارة الاستثمار حتى الآن؟.. هذا هو المعيار.. هل نطلق كلامًا فى الهواء ولا نمارسه فى الواقع؟!.

المفترض أصلًا أن الإعلام يدير منظومة الوعى.. والمفترض أنه يقدم نجاحات العلماء وأصحاب الأفكار والباحثين.. والمفترض أيضًا أن الدولة تمول الأفكار وتحولها إلى فرص واعدة.. هذه الأشياء أَوْلَى بالتسويق الإعلامى.. وأَوْلَى بالمساحات الصحفية والساعات التليفزيونية والإذاعية.. عندئذ نرفع مستوى الوعى ونقدم فكرة النموذج.. ما يجرى لا علاقة له بالإعلام!.

أكرر أننى لست ضد فكرة إيجاد مساحة لمَن يتغلبون على البطالة بعمل أكشاك.. ولكن ينبغى ألا يكونوا نماذج يتم تسويقها.. هؤلاء ليسوا نماذج نصفق لها.. عندنا نماذج أخرى أَوْلَى بالمساحات وأَوْلَى بالتسويق الإعلامى.. غير هذا فنحن ندير الجهل، ونقلب الموازين ونُضلِّل الرأى العام!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة النموذج فكرة النموذج



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon