بقلم - محمد أمين
إذا كنت لا تستطيع أن تحكم العاصمة، فلا تستطيع أن تقول إنك في دولة.. هذا كلام ينطبق على عواصم عربية كثيرة في ليبيا واليمن وسوريا.. وفى اليوم الذي انهارت فيه العاصمة، انهارت فيه الدولة.. وأعتقد أن تحرك الجيش الليبى لاسترداد العاصمة هو تحرك لاسترداد الدولة أولًا.. فالجيش لا يسعى إلى مجزرة، ولكنه يسعى لبناء دولة موحدة «عاصمتها» طرابلس!.
فحين أعلن المشير خليفة حفتر عن التحرك لاسترداد طرابلس، تحركت الأمم المتحدة مع إشارته فورًا لتقول إنه ليس هناك «حل عسكرى» للأزمة الليبية.. طب كنت فين يا جوتيريش؟!.. هل تسمع عن اسم جوتيريش؟.. هل تعرف اسم أمين عام الأمم المتحدة؟.. هل ترى أن الأمم المتحدة مازالت قائمة بعد القرار الأمريكى بالقدس والجولان؟.. وهل الأفضل الانسحاب منها؟!.
من المؤكد أن القرار بتحرير طرابلس شأن مصرى.. وليس شأنًا ليبيًّا فقط.. كل شأن مصرى شأن عربى، ولكن ليس كل شأن عربى شأنًا مصريًّا بالضرورة.. لكن في هذه الحالات القرار العربى شأن مصرى أيضًا.. في سوريا وليبيا والسودان.. كل تحرك فيها يزعج القاهرة.. الفوضى في طرابلس صداع في رأس مصر.. والأمر ينسحب على دمشق والخرطوم أيضًا!.
ولا شك أن مصر تتابع عن كثب كل ما يجرى على أرض ليبيا، ولولا ذلك لكانت الحدود المصرية بابًا لدخول كل الأسلحة والآليات العسكرية.. وأظن أن الرسالة وصلت إلى كل الأطراف.. ومع هذا فالقيادة المصرية لا تريد أن تحدث حربا لتحرير طرابلس بقدر ما تأمل أن تتلقى الأطراف هذه الرسالة، بأن الجيش الليبى لا يعرف الهزار، وأنه أولى بالدفاع عن وطنه!.
فقد فوجئنا أن الأمين العام للأمم المتحدة جاء إلى بنغازى.. وفوجئنا بأنه يتكلم عن «الحل العسكرى» و«الحل السياسى».. فكم سنة ينتظر الليبيون عودة ليبيا إليهم؟.. فلسطين مازالت تنتظر حلًا سياسيًّا.. موت يا حمار.. يريدون حلًا سياسيًّا في ليبيا.. إذن هي «الطرمخة» على القضية، فعندما يتحدثون عن السياسة افهم أنها طرمخة، أليس «الناتو» هو الذي دمّر ليبيا؟!.
فإذا كان الجيش لا يتحرك لتحرير بلاده من الإرهاب، فلماذا كانت الجيوش في بغداد ودمشق وطرابلس وصنعاء؟.. لماذا وجدت الجيوش إذا كانت الدولة مهددة، والمسلحون يحكمون العواصم؟.. أين كانت الأمم المتحدة حين ضرب الناتو ليبيا؟.. أين كانت حين اخترعت أمريكا سلاحًا نوويًّا في العراق؟.. لماذا لم تطرح الحل السياسى، ولماذا قبلت الحل العسكرى؟!.
الطريق إلى طرابلس يحدده الليبيون أنفسهم.. لا الأمم المتحدة ولا الولايات المتحدة.. تحرير العاصمة شأن ليبى خالص.. فلا يمكن أن تُترك لتكون مثل فلسطين.. نحن مع ضبط النفس ووقف الاشتباكات، لكن بشرط تسليم السلاح ورفع الراية البيضاء.. فالدول لا تتفاوض مع جماعات إرهابية!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع