بقلم - محمد أمين
لعلك تساءلت وأنت تسير فى شوارع مصر: لماذا اسم صلاح سالم على شوارع ومدارس، ولا أحد يعرف لماذا صلاح سالم بالضبط؟.. هل كان عضو مجلس قيادة الثورة الأبرز؟.. زكريا محيى الدين كان يسبقه وخالد محيى الدين.. أطلق عبدالناصر اسمه على الشارع الأشهر والأكبر والأطول بالمصادفة.. كلمة السر علاقته القديمة بجمال عبدالناصر منذ أيام حرب فلسطين وحصار «جمال» فى الفالوجة.. لم يَنَلْ هذا الحظ أحد من مجلس قيادة الثورة مثله، فهل كان السبب شدته فى الانضباط والعسكرية وارتداءه النظارة الشمسية السوداء؟.. وهل كان ارتباطه بالسودان جزءًا من هذا التقدير للثورة حتى تكون ثورة مصر والسودان؟!.
وُلد صلاح عام 1920، فى مدينة سنكات شرق السودان، والتى كانت متحدة مع مصر فى ذلك الوقت.. لعائلة مصرية، فقد كان والده يعمل هناك، وقضى طفولته وتلقى تعليمه فى كتاتيب السودان، وانتقلت العائلة إلى القاهرة حيث أكمل تعليمه فى مدرسة الإبراهيمية.. عام 1938 انضم إلى الكلية الحربية وتخرج بعد عامين، كما انضم إلى كلية أركان الحرب وتخرج فيها ضابطًا سنة 1948.
وأصبح عضوًا فى مجلس قيادة الثورة هو وأخوه جمال سالم.. وهو أول مَن سافر إلى السودان ليحافظ على وحدة وادى النيل.. عندما أراد السودان الاستقلال والانفصال عن مصر!، وهو أول وزير للإرشاد القومى قبل كثيرين، وأول رئيس تحرير للجمهورية ورئيس لمجلس إدارتها!.
ولكن كل ذلك ليس كافيًا، فقد كان هيكل أكثر منه تأثيرًا، وعبدالقادر حاتم أيضًا وخالد محيى الدين وزكريا محيى الدين، فلماذا كان الاحتفاء بصلاح سالم؟.. أرزاق.. المصادفة وحدها.. فعندما مات صلاح سلام بسرطان الدم والفشل الكلوى كان عبدالناصر والمشير عامر فى وداعه، وعندما وصلا إلى سرادق العزاء فى عمر مكرم كانت هناك إنشاءات فى صلاح سالم عند مصر الجديدة ومدينة نصر. قرر ناصر إطلاق اسمه على الشارع تقديرًا له!.
لكن لماذا بقى اسمه على الشارع، بينما اسم ناصر نفسه لم يصمد أمام الزمن على الاستاد الذى بناه وتم تغييره ليصبح استاد القاهرة، كما أن مبارك بعد الثورة تم رفع اسمه من محطة المترو لتصبح محطة الشهداء، واسم سوزان تم رفعه من المدارس والمكتبات، ولكن اسم صلاح سالم على المدارس والشارع الأشهر ظل باقيًا يتحدى الزمن؟!.
هل يعنى ذلك أن الشعب لا يأخذ مواقف من القيادات فى الصفوف التالية، وإنما يصوب هدفه تجاه القادة والرؤساء فقط؟.. وهل هذا هو السبب فى بقاء اسم صلاح سالم؟.. هل لأنه كان دائم الظهور بالنظارات الشمسية السوداء.. أم لأنه بعد ثورة 1952، طالب بإعدام الملك فاروق؟.. أم لأن حفيد عبدالناصر تزوج من حفيدة صلاح سالم؟.. حقيقة ما السر فى هذا البقاء الذى تحدى الزمن؟.
إنها مسألة حظوظ وأرزاق.. فكما تمت الإطاحة برموز كبرى، تمت ترقية آخرين وتعيينهم وزراء.. وهكذا الأمور منذ ذلك الوقت حتى الآن!.