بقلم - محمد أمين
كانت «رسائل الرئيس» فى مؤتمر الشباب تكليفات جديدة للحكومة بلا خطاب رسمى، بالإضافة إلى خطاب التكليف الذى تسلمه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء المحترم.. وأنت الآن أمام تكليفات لا توجيهات.. وإن كان الوزراء يحبون «التوجيهات».. وأتصور أن كل جهة تقوم بإنجاز مهمتها، من أول الحكومة إلى مجلس النواب، حين تحدث عن التشريعات!.
فلم تقف التكليفات مثلاً عند حد التعليم أو الصحة فقط، وقد كان لهما النصيب الأوفر، خصوصاً أنها «دورة بناء الإنسان».. ولكن امتدت التكليفات إلى مسائل تتعلق بالأسرة والطلاق والأبناء أيضاً.. ولا أدرى لماذا تأخر قانون الرؤية وحماية الأبناء والحضانة؟.. كما امتدت أيضاً إلى قانون المحليات.. وأندهش كيف تأخرنا كل هذا الوقت على إجراء انتخابات المحليات؟!.
فقد ذكرتُ فى مقال سابق أن الدولة تخشى من يد خارجية تُحرّك الشباب فى اتجاهات هدامة، سواء بالشائعات أو بالتمويل.. واقترحتُ أن يكون تحريك الشباب من الداخل، عن طريق المبادرات الشعبية والصحفية، بالإضافة إلى إجراء الانتخابات المحلية لتوسيع قاعدة المشاركة فى المجتمع.. وتمنيتُ أن تحظى المبادرات باهتمام الدولة، وألا تتعرض للإهمال أبداً!.
ومن خلال متابعتى لمؤتمرات الشباب، أتصور أن هناك مجموعة ملاحظات ينبغى وضعها فى الاعتبار.. أولها ألا ينتهى «الحراك» فى المجتمع بانتهاء المؤتمر.. وثانيها أن تتحول الأفكار إلى برامج عمل يشارك فيها شباب آخرون.. وثالثها أن تكون المؤتمرات بداية لحوار مجتمعى يشمل الأحزاب السياسية الفاعلة.. فليست القصة هى اللقاء يومين، ثم العودة والسلام!.
فهناك رؤوس موضوعات طرحها الرئيس.. وهو نفسه استعمل حقه فى المبادرة وطرح الأسئلة.. وهو نفسه لم ينتظر هذه المرة أن يسأله الشباب فى مبادرة «اسأل الرئيس».. ولكنه حوّلها إلى مبادرة «اسأل الشعب».. وأمطر الحاضرين بعشرات الأسئلة.. وهو ما يعنى أنه لا يذهب إلى المؤتمر ليتسلى بسماع المتحدثين، وإنما ذهب إليه ولديه أفكار ولديه عتاب أيضاً!.
ودعونا نعترف بالحقيقة أن المؤتمر أصبحت لديه شخصية.. وأصبحت لديه أطروحات جيدة.. وأصبح أيضاً وسيلة رقابية على عمل الحكومة، فى غياب دور فاعل للبرلمان.. وهو مناسبة للمحاكمة، وهو مناسبة أيضاً لتقديم كشف الحساب.. صحيح أن الدولة تقدم إنجازاتها من خلاله، لكنه فرصة أيضاً لتسمع السلبيات، سواء على الهواء مباشرة أو فى طرقات المؤتمر!.
مصر تكسب بالحوار الجاد وتخسر بالتجاهل.. وتجدد انتماءها بالمشاركة، والحوار مع رأس الدولة.. وتكسر الحواجز السياسية وحتى النفسية.. والمؤتمرات فرصة للكشف عن الكفاءات، وإن كانت الكفاءات أحياناً «مهمشة».. وهى بالمناسبة لا تهرب فقط، لأن مرتبات الحكومة ضعيفة، كما قال الرئيس!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع