توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على مبارك!

  مصر اليوم -

على مبارك

بقلم : محمد أمين

اقترن اسمه في تاريخ مصر الحديث بالجانب العملى للنهضة والعمران، وهو من نتاج البعثات إلى فرنسا.. وكان لفرنسا في ذلك العهد يد بيضاء على الجيل الذي صنع النهضة العلمية في مصر، من أول رفاعة الطهطاوى إلى الإمام محمد عبده إلى طلعت حرب وسعد زغلول، وأخيرًا وليس آخرًا على مبارك صاحب الخطط التوفيقية!

وُلد على مبارك في قرية برمبال الجديدة، التابعة لمركز منية النصر حاليًا، والتى كانت تتبع حينذاك مركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، سنة 1239هـ/ 1823م، ونشأ في أسرة كريمة، عندما وُلد على مبارك فرح أهل القرية كلها بمولده مجاملة لأبيه، ولأمه التي لم تلد من قبله سوى الإناث، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ودفعه ذكاؤه الحاد وطموحه الشديد ورغبته العارمة في التعلم إلى الخروج من بلدته ليلتحق بمدرسة الجهادية بقصر العينى سنة (1251هـ/ 1835م)، وهو في الثانية عشرة من عمره!

وكانت المدرسة داخلية يحكمها النظام العسكرى الصارم، وبعد عام أُلغيت مدرسة الجهادية من قصر العينى، واختصت مدرسة الطب بهذا المكان، وانتقل على مبارك مع زملائه إلى المدرسة التجهيزية بأبى زعبل، وكان نظام التعليم بها أحسن حالًا وأكثر تقدمًا من مدرسة قصر العينى. حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ أحمد أبى خضر، وعندما كان يذهب إلى الشيخ أحمد أبى خضر يراه كاشر الوجه قاسى الطبع بجواره عصا غليظة تهوى على جسد الأولاد لأتفه الأسباب، ففزع (على) وكره الشيخ!

بعد خمس سنوات اختُيرَ مع مجموعة من المتفوقين للالتحاق بمدرسة المهندسخانة في بولاق سنة (1255هـ/ 839 م)، وكان ناظرها مهندسًا فرنسيًا يسمى «يوسف لامبيز بك»، ومكث على مبارك في المدرسة خمس سنوات درس في أثنائها الجبر والهندسة والكيمياء والمعادن والجيولوجيا والميكانيكا والفلك والأراضى وغيرها، حتى تخرج فيها سنة (1260هـ/ 1844م).

اختير ضمن مجموعة من الطلاب النابهين للسفر إلى فرنسا في بعثة دراسية سنة (1265هـ/ 1849م)، وضمت هذه البعثة أربعة من أمراء بيت محمد على: اثنين من أبنائه، واثنين من أحفاده، أحدهما كان إسماعيل بك إبراهيم، الذي صار بعد ذلك الخديو إسماعيل، ولذلك عُرفت هذه البعثة باسم بعثة الأنجال، واستطاع بجِدّه ومثابرته أن يتعلم الفرنسية حتى أتقنها!

وبعد عودته إلى مصر عمل بالتدريس، ثم التحق بحاشية عباس الأول مع اثنين من زملائه في البعثة، وأشرف معهما على امتحان المهندسين، وصيانة القناطر الخيرية!

كان التعليم في ذلك العصر سبيلًا للترقى الاجتماعى، حتى أن النابغين فيه يجلسون مع أبناء الأمراء ويتحاورون مع الخديو.. وهذا على مبارك نموذجًا، مثل الطهطاوى ومحمد عبده وسعد زغلول وطلعت حرب، وسائر النخبة التي صنعت مجد مصر وتاريخها في ذلك العهد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على مبارك على مبارك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon