توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين يُفطر الوزراء؟!

  مصر اليوم -

أين يُفطر الوزراء

بقلم : محمد أمين

 يبدو أننا صدّرنا فكرة «كارتونة رمضان» إلى العالم.. ففى كندا وقف رئيس الوزراء، جاستن ترودو، يساعد فى تجهيز كراتين رمضان للمسلمين على أرض كندا.. جزء من شخصية الرجل أنه كريم محب للعمل الخيرى.. وكثيراً ما جمع التبرعات لعلاج الأطفال.. فهل نستورد أيضاً هذه الروح منه.. هل لدينا وزراء تبرعوا بوجبة إفطار، كما فعل وزير كندى، وراح يفطر مع الفقراء؟!.

فالحياة تعتمد على استيراد وتصدير الأفكار أيضاً.. ولا تقتصر فقط على السلع والمنتجات.. جاستن ترودو رئيس وزراء شاب، وهو بالمناسبة ابن رئيس وزراء أيضاً.. كان أبوه رئيس وزراء كندا عام 80 من القرن الماضى.. وهو «اشتراكى الهوى»، وقد فرض الضرائب على الأغنياء ليساعد الفقراء.. لو كان عندنا ربما وجد «مقاومة كبرى» وقالوا إنه يحب «الشو الإعلامى»!.

والسؤال الآن: أين يفطر الوزراء فى مصر؟.. الإجابة ليست سهلة.. فالبعض قد يفطر مع عائلته فى اليوم الأول ثم ينطلق إلى آخر الشهر.. وقد يكون جدوله مزدحماً بالعزومات والإفطارات اليومية.. فهناك مَن يعتبرها سياسة أو مجاملة.. وهناك مَن يرى أنه لابد أن يكون موجوداً فى المشهد ليحجز له مكاناً دائماً فيما بعد، لكن أحداً لم يتبرع بوجبة إفطاره ليفطر مع «الغلابة»!.

وأتصور أن الفنادق لا ينبغى أن تكون المكان المفضل لتناول الإفطار.. وكنت أتخيل أن تكون برامج الوزراء مُعَدة سلفاً.. كل يوم فى منطقة شعبية معينة.. المحافظون أيضاً ينبغى أن يكونوا كل يوم فى قرية من قرى المحافظة.. ويا سلام لو حدث هذا التصرف، سيكون هناك شعور عام بأنها حكومة شعبية كسرت الحواجز، والوزير فيها أو المحافظ مجرد «مواطن بدرجة وزير»!.

فهل فعل أى من الوزراء والمحافظين عندنا مثلما فعل رئيس وزراء كندا؟.. بالتأكيد لا أتحدث عن وزراء المجموعة السيادية، ولكن أين وزراء المجموعة الاقتصادية؟ وأين وزراء المجموعة الخدمية، تحديداً «التضامن» و«التموين» المعنيتان بالشؤون الاجتماعية وغيرها؟.. هل فى خطة هؤلاء الوزراء التحرك الشعبى فى رمضان؟.. هل فى خطتهم المشاركة كنوع من التكافل؟!.

الفكرة أننا نبحث طوال الوقت عن قدوة.. ونحاول إرساء قيم نبيلة يقتدى بها الجيل الجديد من الشباب.. والمثير أنها تأتى من الغرب.. وخذ عندك مثلاً لو فكر كل منا أن يتبرع بإفطار يوم، وقدّره بأى مبلغ، ثم أكل أى شىء.. وتخيل أيضاً لو «حمل إفطاره» وراح يأكل مع أى عائلة بسيطة.. كأنه يدعو العائلة إلى الإفطار معه.. تخيلوا كيف يشعر الصائمون بالبهجة والفرح؟!.

ولا أخص الوزراء والمحافظين فقط بهذه الدعوة طبعاً.. ولكن: أين الفنانون والرياضيون ونجوم المجتمع؟.. أين هؤلاء من قضايا الوطن بشكل عام، والتكافل الاجتماعى بشكل خاص؟.. فليس شرطاً أن نفطر فى الفنادق.. قعدة عائلية تكفى.. إنها فرصة لكى يحس الوزراء بمتاعب الناس الغلابة!.

نقلا عن المصري اليوم القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين يُفطر الوزراء أين يُفطر الوزراء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon