بقلم - محمد أمين
هل هناك وجه شبه بين البرلمان، وهو يهدد بإلقاء ثلاثة نواب خارجه، والأم فى حادث المريوطية؟.. سؤال ربما يخطر ببالك، وقد لا يخطر.. وقد يكون هناك وجه شبه أو لا يكون.. فالبرلمان لا تربطه بالنواب علاقة أبوّة، ولا تربط النواب بالبرلمان علاقة بنوّة.. فهل ينجح د. على عبدالعال فى طرد المعارضين؟.. وهل يتحول البرلمان إلى مجلس «الصوت الواحد»؟!
وكنت أتصور «حقيقة» أن الدكتور عبدالعال يشعر بالندم، لأنه أسقط من قبل عضوية النائبين أنور السادات وتوفيق عكاشة لأسباب ليس هذا مجالها.. وكنت أتخيل أنه لن يردد مرة أخرى مقولة إسقاط العضوية، أو مقولة «اختطاف المجلس».. ولكن يبدو أنه يعيش دور «حضرة الناظر» وأنه يجب أن يكون مرهوباً حين يتحدث، فلا يتحدث أحد قبله ولا بعده(!)
وللأسف فقد عاود التهديد بإسقاط عضوية ثلاثة أو أربعة نواب دفعة واحدة، خلال الأسبوع الحالى.. ولم أصدق ما سمعت، وتصورت أنه ليس إلا مجرد تهديد لضبط الأداء فى المجلس، مع أننا لم نسمع عن صوت داخل البرلمان يعارض أو ينتقد أو يتقدم باستجواب محرج، يرى فيه رئيس المجلس إهانة للدولة أو رموزها أو أى خروج يستدعى الطرد من الجنة!
والسؤال: هل النائب الذى ينتقد أو يستعمل حقه الرقابى تكون «عقوبته» إسقاط العضوية؟.. هل هذا من المنطق فى شىء؟.. هل هذا معقول أو مقبول؟.. هل يعلم «عبدالعال» أن برلمانات العالم لها أجنحة، يمين ويسار ووسط، وأنها ليست كلها مؤيدة؟.. وكيف يرى البرلمانات التى «يزورها»؟.. كم برلماناً أسقط عضوية نائب واحد، فما بالك بالطرد الجماعى؟!
ولا أعرف فعلاً ما معنى عبارة «اختطاف المجلس» التى يرددها؟.. وهل يستطيع نائب واحد مهما أوتى من القوة أن يختطف مجلساً قوامه قرابة 600 عضو، منهم ثلثا المجلس من تيار واحد؟.. هل يمكن لهذا النائب أن يغير اتجاهات البرلمان، إلا إذا كان رئيس المجلس لا يثق فى القوى العقلية للنواب؟.. وهل أصبح المجلس لا يتحمل رأياً مستقلاً أو حتى معارضاً؟!
وصدقنى يا دكتور عبدالعال.. لا تفعلها أرجوك، حرصا على سمعة برلمان مصر.. فلا تُسقط عضويات أحد من جديد، ليس لأنه سوف تطارده اللعنة أبد الدهر، ولكن من أجل مجلس محترم.. بالله عليك ماذا كنت تفعل لو كان فى مجلسك أحد من أمثال النواب العظام، علوى حافظ أو ممتاز نصار أو طلعت رسلان؟.. كيف كنت تتحمل «علوى»، وهو يقفز فوق المقعد؟!
وختاماً، لا أحد يستطيع «اختطاف المجلس»، إلا إذا كنت تعتبره «طفلاً» سهل الاختطاف.. فهل تعتقد أن برلمانكم بلا «مناعة»؟.. وهل تخشى عليه من عدوى «المعارضين»؟.. هل كانت لجنة القيم لمن يناقش أو ينتقد، أو يطلب حقه طبقاً للائحة؟.. أظن أن لجنة القيم لم تكن لهذا أبداً!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع