توقيت القاهرة المحلي 09:26:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خارج المنهج الدراسى!

  مصر اليوم -

خارج المنهج الدراسى

بقلم : محمد أمين

كنت فى بواكير حياتى من عشاق قراءة الكتب والروايات والقصص.. سواء كانت روايات مصرية عربية أو أجنبية مترجمة.. لم يكن ذلك بهدف الإعداد للمستقبل فى عالم الصحافة، فقد كان الطب هو الغاية.. ولكن الإعلام كان ضربة من ضربات مكتب التنسيق.. لكن كانت الثقافة فى حياتنا هى الغذاء اليومى، وكان مركز الترجمة والنشر نشيطًا جدًّا فى الترجمات الأجنبية، وخاصة الشرقية الروسية!.وكنا نقرأ كل شىء، حتى ورقة الطعمية.. وكثيرًا ما كنا ننصرف عن الأكل للتفكير فيما تحمله ورقة الطعمية من أفكار، فنبحث عن الكاتب والكتاب، وربما نترك الأكل للبحث عن الكتاب والسيرة الذاتية للكاتب لنصل إلى السياق الذى كتب فيه هذه المعلومات!.

وهكذا كنا نفعل عندما نبدأ يوم التنظيف، ونعثر على بعض الأوراق الطائرة تحت السرير، فنقرأها لنسترجع الذكريات، مع أننا قرأناها عشر مرات، ولكنها الهواية فى ذلك العصر.. فأنت تقرأ ورقة الطعمية رغم الزيوت، التى تجعل الحروف بارزة أو تختفى بتأثير الزيت المحروق.. وتقرأ الأوراق الطائرة تحت السرير، وهى فى الغالب ورقة الواجب، وتتذكر عندما أخذت تقديرًا ما من المدرس، فتبتسم أو تغضب لأن المدرس كان قاسيًا فى هذا اليوم، وقرر أن يعطيك درجة أقل لسبب أنت تعرفه!.

ولكن هذه ورقة أخرى لها قيمتها، فقد ذكّرتنى بالفيلسوف الإنجليزى برتراند راسل، وهو الذى كان يعنى بالفلاحين والأرض والزراعة وعلم الاجتماع، وقد تأثرت بأفكاره إلى حد كبير، وعاش معى فترة أطول من كل الروائيين الروس.. وأصبح راسل شخصية مؤثِّرة ومثيرة للجدل فى القضايا الاجتماعية والسياسية والتعليمية، وكان مباشرًا فى دعوته إلى السلام، ودعا إلى انتهاج مواقف ليبرالية إزاء الجنس والزواج ووسائل التعليم، وكان من منتقدى الحرب العالمية الأولى (1914م- 1918م). سُجن عام 1918م بسبب تصريحات ضارة بالعلاقات البريطانية الأمريكية، ثم دخل السجن مرة أخرى عام 1961م بسبب التحريض على العصيان المدنى فى حملة تطالب بنزع السلاح النووى، وحصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1950!.

تميز بكونه ناقدًا ساخرًا بالإضافة إلى كونه عالِمًا اجتماعيًّا دقيقًا كتب ما يزيد على المائة كتاب والكثير من المقالات فى الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع والسياسة والدين والأخلاق والجنس. مات وعمره حوالى مائة عام فى سنة 1970.

من أعماله «مبادئ الرياضيات» و«تاريخ الفلسفة الغربية» و«مشكلات الفلسفة»، ومن أقواله «إن مبرر احترام الأطفال لآبائهم لا يُعد أقوى من ذلك الخاص باحترام الوالدين لأطفالهما، فيما عدا أنه عندما يكون الأطفال صغارًا يكون الآباء أقوى من الأطفال»!.

فلا تستهينوا بالأوراق القديمة، خاصة ورقة الطعمية، فإنها كانت أصل قراءة مشاهير الكُتاب فى فترة زمنية معينة.. كانت ورقة الطعمية هى البدايات، وأول معرفتهم بالقراءة خارج المقرر الدراسى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خارج المنهج الدراسى خارج المنهج الدراسى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 02:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا

GMT 09:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أسباب تأجيل فيلم "الديب" لأحمد السقا
  مصر اليوم - أسباب تأجيل فيلم الديب لأحمد السقا

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon