توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحد الأدنى للحياة!

  مصر اليوم -

الحد الأدنى للحياة

بقلم - محمد أمين

هذا قرار «تاريخى» بمعنى الكلمة، فلم نعرف الزيادة بهذا المعدل أبداً، فالحد الأدنى الذى أعلنه الرئيس، أمس، هو الحد الأدنى للحياة.. وهو الذى يمكن أن يحافظ على إنسانية الموظف العام.. إنها بادرة جيدة حين يقرر الرئيس رفع الحد الأدنى للأجور لجميع العاملين بالدولة، مخاطبين أو غير مخاطبين بقانون الخدمة المدنية، من 1200 جنيه إلى 2000 جنيه!

فالقرار الرئاسى اعتراف «رسمى» من الدولة بأن أقل من ذلك يضع الجميع فى مأزق، خصوصاً بعد التحرير الكامل لأسعار الطاقة والوقود.. وهو قرار لا علاقة له بتعديل الدستور، لكنه قرار تأخر بالفعل، ويستبق قرارات يوليو أيضاً.. ويبقى السؤال: كيف تستقيم الحياة لأصحاب «المعاشات» بهذا الدخل الهزيل؟.. هل الزيادة بنسبة 15% تكفى بعد ضياع العمر؟!

وهل يعقل أن يبدأ الموظف العام بألفى جنيه، بينما يقبض أصحاب المعاشات 1500 جنيه؟.. أى منطق هذا بالضبط؟.. ألسنا جميعا نعيش فى ظروف اقتصادية واحدة؟.. ألسنا جميعاً نخضع لمعايير واحدة؟.. كيف نفكر فى الموظف الجديد، ولا نفكر فى الموظف الذى تقاعد بعد 40 عاماً، مع أن علاجه يكون أكثر.. وهل تكفى 15% زيادة للمعاشات فى تدبير النفقات؟!

فقد كنت أقول دائماً إن الرئيس لابد أنه يدخر شيئاً للمصريين.. وتساءلت ذات يوم: ماذا يدخر الرئيس؟.. فلا أتصور أن يكون الرئيس قد قرر الزيادة دون الرجوع للحكومة.. ولا أتخيل أنه قرر ذلك دون تفاوض.. بالتأكيد ناقش وقرر واختار توقيت الاحتفال بالأم المثالية.. لأن المرأة هى التى تدير موازنة الأسرة، وهى التى تسعدها الزيادة، وتقوم بتحصيلها فوراً!

وبالتأكيد كانت هناك مؤشرات للزيادة، لكن الاختلاف كان حول النسبة المقررة.. البنك المركزى استبق القرار الرئاسى، وأبقى على أسعار الفائدة «دون تخفيض».. قرأت حيثيات مهمة للقرار، منها أن تحرير أسعار الطاقة فى يوليو قد يكون مؤلماً، ومنها أن ارتفاع أسعار الخضار والفاكهة فى رمضان قد يضاعف الأعباء.. إذن هى تضحيات مشتركة كى نعبر الأزمة!

وأعتقد أنه «أعلى سقف» ممكن أن يصل إليه الرئيس الآن.. ومعناه أن الميزانية لا تتحمل أكثر.. ومعناه أن الزيادة ممكنة بعد ذلك، فى حال دخول استثمارات مباشرة، أو زيادة دخل مصر من حقول الغاز الجديدة.. وقد يقر الرئيس «زيادة أخرى» بعد عام، إذا تحسنت الأمور أكثر.. وهو لا يفعل ذلك «رشوة الاستفتاء»، فقد «حرر» أسعار الطاقة قبل الانتخابات مباشرة!

وأخيراً، فإن القرار الرئاسى بزيادة الأجور والمعاشات كان فى «موعده» بالضبط، وكان نتيجة نجاح اقتصادى حقيقى.. ولا علاقة له بالاستفتاء إطلاقاً، لكنه «إقرار» بأن الناس «تعبت» وآن لهم أن «يتنفسوا».. فقد كانت القرارات مرهقة للمواطنين، وشكرهم وحده لا يكفى أبداً!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع    

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحد الأدنى للحياة الحد الأدنى للحياة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon