توقيت القاهرة المحلي 10:08:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخطاب السياسى!

  مصر اليوم -

الخطاب السياسى

بقلم : محمد أمين

الخطاب السياسى للرؤساء فى الأزمة العالمية كاشف لطبيعة الشعوب وأدرى بأحوال كل شعب.. ومن نعمة الله أن الخطاب الرئاسى لم يكن فيه أى شبه من الخطاب السياسى لرئيس وزراء بريطانيا، الذى قال فيه: «ودِّعوا أحبابكم».. ولم يكن فيه شبه من خطاب «ميركل»، التى تقول لشعبها إن 70% من الألمان سوف يتعرضون للإصابة بفيروس كورونا.. وأيضًا ليس فيه شبه من خطاب دونالد ترامب الأكثر تحفظًا عندما قال إنه قد يعلن الطوارئ، وإنه قد يخضع لاختبار «كورونا»!

بعد خطاب ترامب بساعات كادت سلاسل محال الجملة تفقد الأرصدة التى تخزنها للطوارئ.. أما الرئيس السيسى فكانت عينه على شعبه، الذى لا يتحمل كلمة بوريس جونسون، ولا إعلان الطوارئ، ولا كلام «ميركل» عن إصابة الألمان.. وكان متوازنًا ومتحفظًا كرجل مخابرات لا يُدْلى بمعلومات، ولا يهون من أى أزمة، ولا يهول منها أيضًا.. لقد كان السيسى فى كل الأزمات التى مرت بها مصر منضبطًا، سواء فى أزمة سد النهضة أو الكورونا أو إعصار «التنين».. وكل ما قاله أنه تابع سلوك المصريين الراقى وشكرهم عليه، ووصفهم بأنهم شعب نبيل فى المحن والأزمات!

وأكاد أقول إن أهم سلاح يواجه به المصريون أزماتهم هو سلاح السخرية والجدعنة والشهامة.. والذين يتساءلون: كيف يتعامل المصريون هكذا؟! لا يعرفون مصر ولا الحروب التى خاضتها ولا الأزمات التى عاشتها.. فما يحدث الآن بالنسبة لنا من أمطار «لعب عيال».. فقد كان المصريون يجرون على القنابل فى زمن الإرهاب ولا ينتظرون حتى يتم تفكيكها..

إنهم يجرون على الحرائق قبل أجهزة الدفاع المدنى لإطفائها وإنقاذ المصابين.. فالسخرية هى التى تعطينا المناعة والمقاومة.. والأزمات هى التى تجعلنا نرى الشدائد صغيرة لا وزن لها.. فلا تستغربوا ولا تتعجبوا من المصريين، فكل حريق فى بيت مصرى هو حريق فى كل بيت.. وكل غريق مصرى هو غريق فى كل بيت، وقد رأينا مجموعات من الشباب متطوعين لإنقاذ العالقين من المطر فى شوارع مصر!

وأعود للخطاب السياسى من جديد.. فقد كان الرئيس يضع فى اعتباره حركة شعب بالملايين لو أُصيب بالهلع أو الفزع.. فلم يذهب إلى محال الجملة لتدبير احتياجاته من السلع، وإنما ذهب إلى محال التسالى ليشترى اللب والسودانى.. وهى طبيعة شعب لا يخشى الموت ولا الفقر ولا الجوع.. ليس كمثله شعب على وجه الأرض!

وأخيرًا، اكتشفنا فارق الثقافة بين الشعوب فى أزمتى كورونا وإعصار التنين.. وركبنا المراكب ونشرنا الفيديوهات طوال ساعات، نضحك منها ونضحك عليها.. إنها طبيعة حياة.. وانشغلنا بمتابعة العالم عبر الأقمار الصناعية ووكالات الأنباء.. ورأينا فى مصر إجراءات حكومية وغرف عمليات على مدار الليل والنهار.. تقول: «مصر تحت السيطرة.. اطمنوا»، فهل هناك سبب آخر حتى نقلق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخطاب السياسى الخطاب السياسى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 08:21 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025
  مصر اليوم - محمد رمضان يعلن مفاجأة لجمهوره في 2025

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon