توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجماعة والوطن!

  مصر اليوم -

الجماعة والوطن

بقلم : محمد أمين

أتمنى لو أن سفيرنا علاء يوسف، مندوب مصر لدى المقر الأوروبى للأمم المتحدة فى جنيف السويسرية، قد أرسل خطاباً إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان فى مقرها هناك، يسألها سؤالاً من ثمانى كلمات على النحو التالى: ما مفهومكم، دام عزكم، لحقوق الإنسان فى العالم؟!.

إن تحديد معانى الكلمات قبل البدء فى الحديث طريقة يونانية قديمة، وقد كان سقراط، فيلسوف اليونان الأعظم، مغرماً بها جداً، إلى حد أنه اشتهر بها وحده بين فلاسفة العالم!.

والسؤال له سبب، وتترتب عليه نتيجة، أما سببه فهو أن المفهوم الذى نسأل عنه يبدو أنه مطاط بأكثر من اللازم، بحيث يضيق فى حالات ويتسع فى حالات أخرى، وهو يضيق ويتسع حسب مزاج المفوضية فى كل الحالات، وأما النتيجة فهى أن تحديد معنى مفهوم حقوق الإنسان لديها فى مقرها الذى يطل على البحيرة السويسرية الشهيرة سوف يجعلنا.. نحن من جانب والمفوضية من جانب آخر.. نتحدث عن شىء واحد، إذا تحدثنا معاً، وليس عن شيئين!.

إننى أريد من وراء السؤال أن أعرف آخر مرة تحدثت فيها هذه المفوضية عن حق الإنسان فى مصر، فى أن يحصل على خدمة تعليمية جيدة، أو عن حقه فى أن يتلقى رعاية صحية ملائمة، أو عن حقه فى أن يشرب ماءً نقياً، أو عن حقه فى أن يقيم فى سكن آدمى.. وهكذا.. وهكذا.. إلى آخر القائمة!.

لم يحدث طبعاً.. وإذا كان قد حدث، فإننى أدعو القائمين على أمر المفوضية إلى أن يشيروا لنا إلى تلك المرات التى اهتمت فيها بحقوق الإنسان بهذا المفهوم الشامل!.

لم يحدث.. ولكن حدث أن اهتمت بوفاة محمد مرسى، وطلبت تحقيقاً مستقلاً حول وفاته، رغم أنها تعرف أنه سقط مغشياً عليه فمات فى مكانه أثناء محاكمته، ورغم أنها تعرف أن ذلك جرى على مرأى من زملاء له فى القضية نفسها التى وقف يدافع عن نفسه فيها، ورغم أنها تعرف أن رحيله المفاجئ لم يكن فى محبسه الذى كان يقضى وقته فيه بمفرده!.

حدث هذا من المفوضية، فبدا منذ اللحظة الأولى أن مفهوم حقوق الإنسان لديها مفهوم ناقص، ولأنه كذلك، فإنها تذهب به إلى تسييس ما لا يحتمل التسييس بطبيعته!.

وقد كانت الخارجية موفقة حين ردت على لسان المتحدث باسمها أحمد حافظ، فقالت إن طلب المفوضية هو: محاولة تسييس متعمد لحالة وفاة طبيعية!.

الأجدى بالمفوضية.. والحال على ما نراه.. أن تُبدل اسمها ليصبح مفوضية حق الإنسان، لا مفوضية حقوق الإنسان، لا لشىء، إلا لأنها فى كل مرة تختزل حقوقه فى شىء واحد لا ترى سواه.. وحقوق الإنسان بطبيعتها أوسع من أن يجرى اختزالها على هذه الصورة المختلة!.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجماعة والوطن الجماعة والوطن



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon