بقلم-محمد أمين
فاز بالمنصب الرفيع جداً الرجل الوحيد الذى كان لا يريده ولا يسعى إليه.. لم يكن الدكتور مصطفى مدبولى مهتماً بالحكاية.. أن يكون رئيس وزراء أو لا يكون.. فقط كان يريد أن يُنهى مهمته كوزير ثم يعود لبيته.. حدثته ذات يوم أنه رئيس الوزراء القادم، قال: لا والنبى!.. قلت: ولكنها خدمة وطنية.. قال: «إحنا فى خدمة الوطن فى أى موقع.. بس عاوز أقعد مع ولادى»!.
فحين كتبتُ، أمس الأول، مقالاً تحت عنوان: «مفاجأة الرئيس» حول استقالة الحكومة، أخفيتُ اسماً تأكدت يقيناً أنه هو، وقلت لا أريد أن «أحرقه».. وكان هو مصطفى مدبولى.. المؤشرات كانت تؤكد أنه الرجل المنتظر، ليس لأنه كان قائماً بأعمال رئيس الوزراء قبل ذلك بكثير.. وصارحته بأنه ينتظر مهمة أكثر ثقلاً.. وسعى آخرون.. ولكنه الوحيد الذى لم يسعَ إليها!.
على المستوى الشخصى، أنت أمام إنسان أكثر من رائع.. لا يدخل فى خصومات ولا اشتباكات.. سواء مع الإعلام أو الموظفين.. أما على مستوى العمل، فقد أثبت أنه «هارد ووركر»، وبالتالى فقد يكون اختياره هذه المهمة فى هذا التوقيت مدروساً بكل دقة، وقد نجح فى لفت أنظار الرئيس وزيراً وقائماً بأعمال رئيس الوزراء.. ولم يستسلم لمَن يجرّونه لمعركة جانبية!.
ومن أشهر الصور المتداولة على السوشيال ميديا صورة الرئيس ورئيس الوزراء شريف بك ومصطفى مدبولى.. وفيها يعطى لهما الرئيس تعليمات يبدو أنها «سرية».. إنه أمين سر الحكومة والرئاسة.. أنت فى زمن أمين السر.. يستمع بشكل جيد، وينفذ بشكل جيد.. هذه هى مواصفات رئيس الوزراء الجديد.. رجل تنفيذى فى مهمة صعبة لاستكمال مسيرة الإصلاح!.
وأعتقد أن وزارة مصطفى مدبولى مظلومة قبل أن تبدأ، فهناك قرارات صعبة للغاية سوف يتخذها فور أداء اليمين الدستورية، وقد تكون محل غضب الرأى العام.. وقد تكون مؤلمة جداً.. الرئيس نفسه قال إنها قد تكون قاسية جداً، لكن لا بديل عنها.. لكنها الوزارة التى ستحظى بدعم رئاسى كبير، ولاسيما أن الرئيس اختاره من بين متنافسين فى منتهى الشراسة والنفوذ!.
والسؤال الآن: ما المعايير التى سيختار «مدبولى» على أساسها حكومته؟.. هل هناك أسماء جاهزة؟.. هل سيقوم بتغيير كبير؟.. إلى أى مدى هناك فئات مستعدة للعمل فى ظروف صعبة؟.. هل سيقوم بدمج الحقائب المتشابهة تحت قيادة وزير واحد؟.. هل يميل إلى عناصر شبابية تجرى معه فى الميادين؟.. لا أدرى.. لكن بالتأكيد يجب أن تكون حكومة «مختلفة»!.
وأخيراً، هل يُبقى مصطفى مدبولى على بعض الوزراء، الذين احتجوا على تعيينه قائماً بأعمال رئيس الوزراء؟.. وهل يرحلون فى التشكيل الجديد.. أم أنهم سيعتذرون من تلقاء أنفسهم؟.. نريد أن نعرف.. وما حدود رئيس الوزراء «المكلف» فى أى تشكيل وزارى جديد؟!.
نقلا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع