بقلم : محمد أمين
تحدثتُ أمس عن فئة من الناس لا تتكلم إلا حين تُغلق الموبايل أولاً.. هؤلاء يتصورون أن الدنيا تسمعهم، وأن الأجهزة تسجل لهم مكالماتهم، وتعد أنفاسهم.. فلماذا يخافون؟.. هل هؤلاء يعملون ضد الوطن؟.. هل التفكير ضد الوطن؟.. فرق كبير بين التفكير والتحريض.. وفرق كبير بين من يفكر للوطن، ومن يفكر ضد الوطن.. حرروا أنفسكم من «عقدة الخوف»!
فهل الكلام عن حركة التغيير الوزارى «يبعث» على الخوف؟.. وهل انتقاد بعض الوزراء يجب أن يكون بعيداً عن الاتصالات والموبايلات؟.. هل الكلام عن تراجع الدراما وتراجع القوى الناعمة سر من الأسرار؟.. هل المطالبة باختيار نوعية معينة من نواب الرئيس سر حربى؟.. بالعكس ممكن أن تفيد صانع القرار.. وممكن أن تساعده لاختيار شخصيات ذات كفاءة عالية!
فأنا مثلاً لست «شجيع السيما» حين أتحدث فى التليفون على راحتى، ولا «شجيع السيما» حينما أطلق النكات دون خوف إطلاقاً.. إنما إنسان طبيعى يقول فى كتاباته، ما لا يقوله فى السر.. يقول ما يصلح الوطن، لا ما يهدمه.. أراعى المصلحة العليا للبلاد، والأمن القومى للوطن.. ولا أنشر الأخبار الكاذبة.. ولا أروّج لأفكار «هدامة» أبداً، ولا أتعامل مع سفارات أجنبية!
فلماذا نخاف، ونحن نعشق الوطن ونغار عليه؟.. لماذا نخاف ونحن نكتب أشياء ربما لا نقولها أصلا؟.. ليس هناك مبرر لهذا الخوف المزعوم.. وبالمناسبة «مفيش حد فاضى لحضرتك».. إلا إذا كنت «مصدر خطر» حقيقى.. فى هذه الحالة لا تتكلم.. لا أمام التليفون ولا وراء التليفون.. فأنت «محل اهتمام» كبير.. فلا تنشر الخوف، وبالتأكيد «صوابعك مش زى بعضها»!
وأود الإشارة هنا إلى أن ما يخيفك أو يهددك، قد لا يخيفنى ولا يهددنى.. وما يزعجك قد لا يزعجنى بالمرة.. فلماذا تريد تصدير «حالة الخوف» للجميع؟.. لا أنا هارب من العدالة، ولا أنا خائف على ثروة.. وليس كل من يكتب شيئاً يوضع فى «البلاك لست».. ما نكتبه يعرفه الناس هنا وهناك.. أى أنه ليس سراً.. الفكرة أننا ننقل بصدق ما يقوله الناس لصانع القرار لدراسته!
وفى ظنى أن «حالة الخوف» استثنائية وسوف تتراجع.. وفى المقابل سوف تنشط «حالة الحرية».. المجتمعات الحرة تتقدم للأمام.. والمجتمعات المقيدة تتراجع على الدوام.. والصحافة هى مرآة الناس ونبض المجتمع.. فهناك ألف طريقة للكتابة.. والكتابة فاضحة جداً لأصحابها.. إن كان يريد الإصلاح أو يريد حرق الوطن.. اكتبوا ما شئتم لإصلاح هذا الوطن العظيم!
وباختصار.. لا تصدروا حالة الخوف، لأنها تسيطر عليكم وحدكم.. وتكلموا فى الموبايلات على راحتكم بلا خوف.. شاركوا بأفكاركم لبناء مصر.. لا تضنوا عليها بأى فكرة تنقلها للمستقبل.. قولوا فى العلن كل شىء.. والسؤال: لماذا تخافون من التسجيلات والموبايلات إن كنتم تريدون خدمة البلاد؟!