بقلم : محمد أمين
طلب الدكتور مصطفى مدبولى إعداد تقرير عن السحابة السوداء.. حدث ذلك فى أول اجتماع للحكومة فى المقر الجديد بمدينة «العلمين».. وكنت أتمنى أن يقدم تقريرًا للقيادة السياسية عن حالة الاقتصاد فى مصر.. الاستثمار والتصدير والصناعة والاحتياطى الاستراتيجى.. فمن المؤكد هناك تقرير أمام الرئيس، سواء من رئاسة الوزراء، أو من جهة سيادية أخرى!.
وأتصور أن «التقرير السيادى» سيكون محددًا فى حركة التغيير الوزارى القادم.. هل عندنا مجموعة اقتصادية حقيقية؟.. وهل ينبغى أن نسارع فى إنشائها فوراً؟.. هل ينبغى أن تكون برئاسة نائب رئيس وزراء؟.. هل تطال الحركة المتوقعة جميع الموجودين؟.. كل هذه الأسئلة ستكون هى مؤشرات التغيير.. فالأبنية الجديدة تحتاج إلى تغيير كبير أيضاً!.
وهنا أتخيل أن يكون الانتقال إلى مبنى رئاسة الوزراء فى العاصمة الإدارية الجديدة بطاقم وزارى جديد لانج.. وأعتقد أن الرئاسة لديها هذه النية، حين قررت منع ظهور صور الوزراء والمحافظين إلا لحاجة ضرورية يتم الاتفاق عليها.. وبالتالى فلا أستبعد الآن أن تكون الجهات الرقابية والسيادية عاكفة حالياً على شكل هذا التغيير.. ليحقق طموحنا فى العيش الكريم!.
خذ مثلاً «منتخب مصر» لم يحقق نتائج جيدة.. وكان يلعب فيه محمد صلاح.. نحن نريد تغيير شكل المنتخب.. ونريد تغيير شكل الفريق الوزارى من حيث الإمكانيات والصلاحيات.. نريد خبرات جديدة، لو لم نجدها فلنستوردها.. ولا مانع.. الأرقام مخيفة.. فقد تراجعت الصادرات 500 مليون دولار فى 3 أشهر.. معناه أننا قد نتعرض لصدمة، وقد يرتفع الدولار ثانية!.
وبالمناسبة، فإن الاعتماد على السياسات النقدية خطر داهم، والأرقام تؤكد أن الصناعة فى أسوأ حالاتها.. فالصناعة تتطلب أراضى صناعية، وتوفير الأدوات والحوافز.. منها الغاز والكهرباء والإعفاءات الضريبية.. ويجب إنهاء التراخيص أيضاً خلال 3 أشهر فقط.. ولاية الأرض ينبغى أن تُحسم.. ثم حماية الصناعة وإصلاح الجمارك، وقبل هذا وبعده «دراسات السوق»!.
وأظن أن أهداف الحكومة ينبغى أن تتغير فوراً مع الانتقال إلى العلمين، وبعدها العاصمة الجديدة.. ينبغى أن تتخذ مثلاً من الفلبين، ولا أقول ماليزيا.. ينبغى أن تستعين ببيوت الخبرة العالمية، وأن تستعين بخبراء على غرار الأندية الرياضية الكبرى.. الرياضة مهمة، ولكن الاقتصاد أهم.. التغيير الوزارى لابد أن تكون عينه على وزراء المجموعة الاقتصادية بالدرجة الأولى!.
وباختصار، عندى مخاوف حقيقية.. هى نفس المخاوف التى سجلها التقرير.. وهو تقرير ينبغى أن يكون أمام الرئيس الآن.. فالناس لا تستطيع أن تتحمل صدمات جديدة أبداً.. وأعتقد أن الذين اجتمعوا فى «العلمين»، أمس، لن يكونوا هم الذين سوف يجتمعون فى «العاصمة الجديدة» بنسبة كبيرة جداً!.