توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل لديك الشجاعة؟!

  مصر اليوم -

هل لديك الشجاعة

بقلم : محمد أمين

الأولى على جامعة هارفارد من أصل جزائرى، هاجرت إلى فرنسا قبل الحرب الأهلية.. وحين فازت بالدرجة العلمية، راحت تعلمنا درسًا فى الحياة، وهو «قوة الأشياء الصغيرة».. وتذكرنا ألا نستهين بها أبدًا، فقد تُغير حياة الآخرين للأبد.. وأتحدث هنا عن زاوية أخرى مستوحاة منها.. فقد تحدثت عن الماضى، وأيام الضنك فى الجزائر، وليس كل منا «مغرمًا» بالماضى أبدًا!.

والعظماء فقط من يفعلون ذلك.. فالرئيس السادات، رحمه الله، كان يعود إلى قرية ميت أبوالكوم.. يرتدى الجلباب البلدى.. وحكى لنا عن عيشته فى بيت صغير، وكان يتكلم عن «القاعة»، وهى الغرفة التى يقام فيها فرن الخبيز.. وكنا أيامها لا نصدق أن الرئيس نام مثلنا على الفرن.. وأكل مثلنا واشتغل شيّالًا.. وكتب أكثر من ذلك فى كتابه الشهير «البحث عن الذات»!.

ولا ننسى مشهد وصول العسل الأسود إلى القرية، والسادات يجرى خلف جدته، حتى تشترى الجدة زلعة العسل، وهو يمضى خلفها «حافى القدمين».. يحكى عن بدايته كفلاح، ثم يصل إلى دوره كسياسى له باع طويل حتى وصل إلى منصب الرئيس.. لم يزيف شيئًا من التاريخ.. ولم يأنف أن يكتب كل شىء، وهو فى أوجّ انتصاره ومجده ولم يكن مضطرًا بالمرة!.

العميد طه حسين أيضًا حين كان فى قمة المجد، سجل قصة حياته فى كتابه الشهير «الأيام».. ونقلنا معه إلى حياة قاسية جدًا عاشها فى الصعيد، ثم وهو طالب أزهرى.. سواء فى طريقة العيش أو الأكل.. تذكرت كل هذا وأنا أشاهد فيديو وسيلة حنان تكجراد الجزائرية، التى ألقت خطابًا تاريخيًا مؤثرًا أمام أنجيلا ميركل، وأظن أن «ميركل» كانت تشاطرها الماضى نفسه بمواجعه!.

فالعظماء لا يأنفون من الماضى.. ولديهم الشجاعة كى يقدموا «الأمل» للبشر.. والسؤال الآن: هل لديك الشجاعة لتتذكر الماضى، أم تهرب منه؟.. كان السادات شجاعًا حين قال إنه تربى فى قاعة، ونام على الفرن، ومشى حافيًا.. «تكجراد» قالت إنها كانت تذهب وأختها إلى الحمام العمومى.. طه حسين قال إنه كان يستحم فى الترعة.. عبدالحليم حافظ مات بسبب البلهارسيا!.

فهل لديك الشجاعة لتتذكر ماضيك الآن؟.. هل تتذكر أيام كنت حافيًا مثلًا؟.. هل مازلت تحتفظ بشقتك القديمة فى الحى الشعبى، أم أنك ولدت فى التجمع والشيخ زايد والزمالك وجاردن سيتى؟.. هل مازلت تتذكر سيارتك «القردة»، أم دفنتها مع الماضى؟.. هل تتذكر أنك كنت تستحم فى الترعة، والبلهارسيا تنهش جسدك؟.. من المؤكد بعت شقتك وسيارتك، ولا تذهب إلى القرية أبدًا!.

وهنا أتذكر أن وزيرًا من أصحاب الحقائب السيادية سألنى ذات يوم: أين تذهب فى «الويك إند»؟.. قلت: ويك إند يعنى إيه؟.. قال: أقصد الساحل الشمالى؟.. قلت: لا.. قال: أومال هتروح فين؟.. قلت ساخرًا: على ساحل الترعة عندنا.. وسكت الوزير برهة ملحوظة، ثم قال: على كل حال، سوف نلتقى أول الأسبوع!.

المصدر :

الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل لديك الشجاعة هل لديك الشجاعة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon