توقيت القاهرة المحلي 01:37:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل لديك الشجاعة؟!

  مصر اليوم -

هل لديك الشجاعة

بقلم : محمد أمين

الأولى على جامعة هارفارد من أصل جزائرى، هاجرت إلى فرنسا قبل الحرب الأهلية.. وحين فازت بالدرجة العلمية، راحت تعلمنا درسًا فى الحياة، وهو «قوة الأشياء الصغيرة».. وتذكرنا ألا نستهين بها أبدًا، فقد تُغير حياة الآخرين للأبد.. وأتحدث هنا عن زاوية أخرى مستوحاة منها.. فقد تحدثت عن الماضى، وأيام الضنك فى الجزائر، وليس كل منا «مغرمًا» بالماضى أبدًا!.

والعظماء فقط من يفعلون ذلك.. فالرئيس السادات، رحمه الله، كان يعود إلى قرية ميت أبوالكوم.. يرتدى الجلباب البلدى.. وحكى لنا عن عيشته فى بيت صغير، وكان يتكلم عن «القاعة»، وهى الغرفة التى يقام فيها فرن الخبيز.. وكنا أيامها لا نصدق أن الرئيس نام مثلنا على الفرن.. وأكل مثلنا واشتغل شيّالًا.. وكتب أكثر من ذلك فى كتابه الشهير «البحث عن الذات»!.

ولا ننسى مشهد وصول العسل الأسود إلى القرية، والسادات يجرى خلف جدته، حتى تشترى الجدة زلعة العسل، وهو يمضى خلفها «حافى القدمين».. يحكى عن بدايته كفلاح، ثم يصل إلى دوره كسياسى له باع طويل حتى وصل إلى منصب الرئيس.. لم يزيف شيئًا من التاريخ.. ولم يأنف أن يكتب كل شىء، وهو فى أوجّ انتصاره ومجده ولم يكن مضطرًا بالمرة!.

العميد طه حسين أيضًا حين كان فى قمة المجد، سجل قصة حياته فى كتابه الشهير «الأيام».. ونقلنا معه إلى حياة قاسية جدًا عاشها فى الصعيد، ثم وهو طالب أزهرى.. سواء فى طريقة العيش أو الأكل.. تذكرت كل هذا وأنا أشاهد فيديو وسيلة حنان تكجراد الجزائرية، التى ألقت خطابًا تاريخيًا مؤثرًا أمام أنجيلا ميركل، وأظن أن «ميركل» كانت تشاطرها الماضى نفسه بمواجعه!.

فالعظماء لا يأنفون من الماضى.. ولديهم الشجاعة كى يقدموا «الأمل» للبشر.. والسؤال الآن: هل لديك الشجاعة لتتذكر الماضى، أم تهرب منه؟.. كان السادات شجاعًا حين قال إنه تربى فى قاعة، ونام على الفرن، ومشى حافيًا.. «تكجراد» قالت إنها كانت تذهب وأختها إلى الحمام العمومى.. طه حسين قال إنه كان يستحم فى الترعة.. عبدالحليم حافظ مات بسبب البلهارسيا!.

فهل لديك الشجاعة لتتذكر ماضيك الآن؟.. هل تتذكر أيام كنت حافيًا مثلًا؟.. هل مازلت تحتفظ بشقتك القديمة فى الحى الشعبى، أم أنك ولدت فى التجمع والشيخ زايد والزمالك وجاردن سيتى؟.. هل مازلت تتذكر سيارتك «القردة»، أم دفنتها مع الماضى؟.. هل تتذكر أنك كنت تستحم فى الترعة، والبلهارسيا تنهش جسدك؟.. من المؤكد بعت شقتك وسيارتك، ولا تذهب إلى القرية أبدًا!.

وهنا أتذكر أن وزيرًا من أصحاب الحقائب السيادية سألنى ذات يوم: أين تذهب فى «الويك إند»؟.. قلت: ويك إند يعنى إيه؟.. قال: أقصد الساحل الشمالى؟.. قلت: لا.. قال: أومال هتروح فين؟.. قلت ساخرًا: على ساحل الترعة عندنا.. وسكت الوزير برهة ملحوظة، ثم قال: على كل حال، سوف نلتقى أول الأسبوع!.

المصدر :

الحياة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل لديك الشجاعة هل لديك الشجاعة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:37 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً
  مصر اليوم - طرق مختلفة لاستخدام المرايا لتكبير المساحات الصغيرة بصرياً

GMT 00:20 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة
  مصر اليوم - ترامب يؤكد أنه سيقر بهزيمته إذا كانت الانتخابات عادلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025
  مصر اليوم - محمد هنيدي يتراجع عن تقديم عمّ قنديل في رمضان 2025

GMT 15:53 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

إستياء في المصري بسبب الأهلي والزمالك

GMT 10:53 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على وصفات طبيعية للعناية بالشعر التالف

GMT 02:56 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

الفنانة ميرنا وليد تستعد لتقديم عمل كوميدي جديد

GMT 19:15 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

سامح حسين يكشف عن الأفيش الأول لـ"الرجل الأخطر"

GMT 13:48 2018 السبت ,05 أيار / مايو

سيارة بدون "عجلة قيادة ودواسات" من سمارت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon