بقلم : محمد أمين
ليس أمامنا إلا أن ننجح فى تنظيم بطولة أمم إفريقيا.. وليس أمامنا إلا أن نقدم بطولة غير مسبوقة، طبقاً لأحدث ما وصل إليه العصر.. هذا اختبار كبير.. فالرئيس يتابع من أكثر من مصدر.. مرة من شريف إسماعيل، مساعد الرئيس.. ومرة أخرى من مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء.. ويجب أن نجيب عن كل الأسئلة المهمة.. كيف نقدم «صورة مصر» من خلال البطولة؟!.
القصة ليست أننا سوف ننظم البطولة.. هذا شىء مفروغ منه.. القصة كيف ننظمها؟.. كيف ننجح فى التنظيم بامتياز؟.. كيف تكون مناسبة للترويج لاسم مصر، سياسياً واقتصادياً وسياحياً؟.. كيف تنجح الرياضة فيما تفشل فيه السياسة؟.. عرفنا كرواتيا فى كأس العالم.. شجعناها، عرفنا رئيسة الجمهورية.. كانت الأعلى بحثاً على محركات البحث، وحققت سمعة عالمية!.
فالكرة ليست لعب عيال أبداً.. الكرة أيضاً استثمار.. فى كل نواحى الحياة.. هى القوى الناعمة التى لا تقف أمامها حواجز سياسية ولا مادية.. وبالتأكيد سوف تنجح مصر فى الاختبار.. تابعت جميع اللقاءات التى تحدث فيها الرئيس عن تنظيم أمم إفريقيا.. آخرها لقاء جمع فيه قيادات الدولة ورؤساء الأجهزة المعنية، ولا يتشكل بهذه الطريقة إلا فى قضايا الأمن القومى!.
ومعناه أن الأمر واضح جداً بالنسبة للرئيس.. القصة هى «اسم مصر».. تستطيع أو لا تستطيع.. ناقش كل التفاصيل.. حضر اللقاء وزيرا الدفاع والداخلية، ورئيس جهاز المخابرات.. طالبهم جميعاً بتوفير جميع الإمكانات.. إذن أنت أمام «تكليف رئاسى» مهم.. وجودهم على «مائدة واحدة» يعنى هناك تنسيق كامل.. أرض الملاعب وغرف اللاعبين والمرافق العامة!.
وأظن أن الرسالة قد وصلت لكبار رجال الدولة.. وبالمناسبة فقد اعتدنا من الرئيس أنه يتحدث فى التفاصيل الدقيقة، لا يترك الأمر للظروف أو الاجتهاد.. لا يريد أن يُفاجأ.. ثم إنه فى كل المشروعات التى نفذها كان يهتم بالأناقة إلى جوار تطبيق المعايير الهندسية أولاً.. مما استدعى أن يزور مدبولى أكثر من استاد عدة مرات، حتى يعطى التمام بأن كل شىء ممتاز!.
هذه فرصة جيدة للغاية لتتحدث فيها مصر عن نفسها.. وبالطبع فى كل الأحوال ستكون أفضل من أى دولة إفريقية كان من الممكن أن تنظم البطولة.. ولكن مصر الجديدة لا تراهن على معايير إفريقية، ولكن تراهن على «معايير عالمية».. وتضع فى اعتبارها إمكانية تنظيم بطولة كأس العالم.. وأعتقد أن السيسى لا يتحرك لينظم بطولة إفريقية يمكن أن تمر والسلام!.
وبعد، فهذه بروفة على أعلى مستوى لتنظيم كأس العالم.. ولم لا؟.. ومن المؤكد أن اجتماع «مجلس الحرب» ليس هدفه أمم إفريقيا فقط.. هناك «مهمة كبرى» فى حسابات الدولة المصرية.. هناك اسم مصر بعد إنجاز المشروعات القومية الضخمة.. هناك اختبار كبير.. ربما نعبره إلى العالمية!.