بقلم : محمد أمين
«ليس شرطًا أن تنشر اسمى، تهمنى الفكرة أولًا.. أتحدث عن القدوة فى حياة الشباب والأطفال.. وبهذه المناسبة أعبر عن امتنانى لنجم مصر العالمى محمد صلاح فى عيد ميلاده.. فقد نجحت فى إقناع ابنى بأن يأكل السمك، لأن صلاح كان يصطاد السمك.. وقلت له: إذا أردت أن يحبك (مو) فلابد أن تأكل البيض وتشرب اللبن حتى تستطيع أن تؤدى التمرينات بكفاءة عالية!.
فقد لاحظت مبكرًا أن ابنى يتابع (مو صلاح) فى كل مكان.. ولاحظت أنه عندما يرى له أى برنامج أو حتى إعلان، يقوم على الفور ويمارس بعض التمرينات.. يلعب الضغط ويقوم ببعض الحركات، ثم يفعلها بيد واحدة، ثم بيديه الاثنتين.. فأردت أن أستغل هذا النشاط فى تشجيعه على الأكل.. وقلت له: لابد أن تأكل السمك والبيض، ثم نلعب (رست) وترى الفرق!.
وكان ابنى يلاعبنى (رست)، وهنا فكرت أن أشجعه بأن يهزمنى أولًا، وفى المرات التى لا يأكل فيها أهزمه بسهولة ليعرف الفرق الكبير.. وكنت أفعل ذلك فيشعر بنشوة النصر.. فكنت أقول له: عضلات (مو صلاح) سببها الأكل الجيد أولًا، ثم التدريب والتركيز فى اللعب، وعدم الاستخفاف بالخصم، فضلًا عن الإصرار على الفوز.. وحفظ ابنى القواعد، وتحسن إلى حد كبير!.
وهكذا استطاع نجم منتخب مصر وليفربول أن يحتل القلوب، ويغير العادات عن طريق القدوة.. (مو صلاح) أصبح (أيقونة مصرية)، تستحق أن ندعمها ونشجعها، لنغير واقعنا بالفعل.. هذا النجاح وراءه مشوار كبير من الاجتهاد والطموح.. وراءه نموذج أصبح قدوة جيله وأجيال أخرى.. لولاه ما نجحت أن يأكل ابنى الأشياء التى لا يأكلها.. وقد كان يأكل الشيبسى فقط!.
فكل واحد سوف يرى فى (مو صلاح) شيئًا من وجهة نظره.. هناك مَن يرى رضا والديه عليه، فيعود إلى والديه من جديد.. وهناك مَن يرى أنه يصل رحمه، فيعود ليصل رحمه.. هناك مَن يرى أنه يمارس شغله باحترافية، فيعطى وقته لشغله.. وهكذا كان كل واحد يلتمس فيه شيئًا.. ونحن محظوظون بهذا البطل الريفى المتواضع.. الذى يسمع كلام مدربه ويطيعه!.
وهذه فرصة ليتعلم أبناؤنا من (مو صلاح).. فلم تبهره أضواء المدينة.. ولم تبهره حسناوات الملاعب.. ركز فى لعبه فقط، ثم عاد فى النهاية إلى زوجته وابنته (مكة).. لا يسهر فى البارات، ولا يعود وش الفجر.. أول درس أنه اتّبع تعليمات مدربه.. ثم كان وقت الراحة مع زوجته، فأعلى من (قيمة العائلة).. وهنا غنت له جماهير ليفربول وصفقت لابنته (مكة) فى الملاعب!.
وأخيرًا أهم شىء أننى أقنعت ابنى بأن يأكل السمك والبيض.. وكافأته بأن أشترى له (تى شيرت مو صلاح) ليشجع المنتخب.. إنها القدوة التى أردت أن أكتب لكم عنها اليوم.. إنها قصة فرعون مصرى فى بلاد الفرنجة.. قدم نموذجًا مصريًا خالصًا، ولم تغيره الفلوس ولا عادات أوروبا»!.