توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توقيت التنحي!

  مصر اليوم -

توقيت التنحي

بقلم : محمد أمين

قرأت كلامًا كثيرًا عن قصة تنحى عبدالناصر.. كلها مصادر ناصرية طبعًا.. فالكتاب ناصريون، والإعلاميون ناصريون، وقِس على ذلك كل شرائح المجتمع النافذة.. المهم أن الشعب كله تحرك ليعود عبدالناصر، ويتخلى زكريا محيى الدين عن الرئاسة، وبالفعل استقال زكريا، وأصبح رئيسًا لمدة يومين فقط، ثم عاد إلى كفر شكر، لا يدلى بأى تصريح حتى مات!.

وكنتُ من وقت لآخر أود أن أذهب إلى كفر شكر «وأنا من أبناء المركز» لألتقى زكريا محيى الدين، وأعرف منه بعض الأسرار.. إلا أن كل المقربين منه يقولون إنه لا يتكلم فى أى شىء.. فقد كان الرجل مؤسس المخابرات وأول رئيس لها، وهو رئيس الوزراء، وهو أيضًا نائب رئيس الجمهورية.. إلا أنه مات وسره معه.. فلا كتب مذكراته ولا أدلى بتصريح!.

المهم فى قصة التنحى أن أحدًا لم يقل إن الجماهير الثائرة لم تكن تكره زكريا محيى الدين، حين طالبته برفض التكليف، وإنما كانت تريد أن يعود عبدالناصر حتى لا يتركهم والمركب يغرق.. وأظن أن ردود فعل الشارع، التى دوّنها الأستاذ هيكل، لم تعكس وعى الأمة، بقدر ما كانت هناك عملية كبرى من داخل النظام لتجديد الثقة، ولو على حساب نائب الرئيس!.

وأعود إلى عنوان المقال «توقيت التنحى» فلم يكن هذا وقتًا يتنحى فيه عبدالناصر.. وقت يغرق فيه الشعب.. ووقت تغرق فيه مصر.. فهل يعقل أن يتنحى بعد هزيمة منكرة؟.. حتى إن الرجل الذى تولى بعده لم يكن مستعدًا.. وقال «هل هذا معقول؟».. وأول شىء قرره أن يُصدر بيانًا بالاستقالة.. واستقال فعلًا بعد يومين، وانتصرت إرادة الشعب التى صنعها الإعلام!.

ولا أقصد طبعًا مما أكتبه الآن أن أتوقف عند «عبدالناصر».. إنما أتحدث عن توقيت التنحى عند كثير من الرؤساء العرب.. «مبارك» لم يتنح فى الوقت المناسب، ولو أنه فعلها فى 2005، لكانت هناك تماثيل فى قلب القاهرة للزعيم الذى ضحى من أجل الوطن، لكنه لم يفعل حتى قامت عليه الثورة.. أيضًا بوتفليقة مثلًا لم يتقدم باستقالته فى وقت مناسب، فأقاله الشعب!.

عمر البشير أيضًا لم يتنح فى وقت يسمح فيه نظام الحكم بترتيب الأوراق.. ولم يقدم بديلًا مقبولًا.. انتظر حتى اندلعت الثورة «وتم سحبه من قفاه» ونُقل إلى السجن فى «سيارة مواشى»، يتقاذفه الثوار بالحجارة والأحذية.. وقبله كان القذافى وزين العابدين.. حارب الأول حتى قُتل، وهرب الثانى وأصبح معلقًا فى السماء حتى سمحت له السعودية بالهبوط، ومنحته حق اللجوء!.

إنها «فروق التوقيت».. قرار عبدالناصر كان «خطأ».. سواء للنظام أو للشعب.. كان الجميع فى حالة صدمة كبرى.. أيضًا توقيت تنحى مبارك كان «خطأ».. وكما رفض الشعب «محيى الدين»، رفض عمر سليمان أيضًا.. الأول كان بعد هزيمة عسكرية، والثانى بعد ثورة شعبية!.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقيت التنحي توقيت التنحي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon