توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توقيت التنحي!

  مصر اليوم -

توقيت التنحي

بقلم : محمد أمين

قرأت كلامًا كثيرًا عن قصة تنحى عبدالناصر.. كلها مصادر ناصرية طبعًا.. فالكتاب ناصريون، والإعلاميون ناصريون، وقِس على ذلك كل شرائح المجتمع النافذة.. المهم أن الشعب كله تحرك ليعود عبدالناصر، ويتخلى زكريا محيى الدين عن الرئاسة، وبالفعل استقال زكريا، وأصبح رئيسًا لمدة يومين فقط، ثم عاد إلى كفر شكر، لا يدلى بأى تصريح حتى مات!.

وكنتُ من وقت لآخر أود أن أذهب إلى كفر شكر «وأنا من أبناء المركز» لألتقى زكريا محيى الدين، وأعرف منه بعض الأسرار.. إلا أن كل المقربين منه يقولون إنه لا يتكلم فى أى شىء.. فقد كان الرجل مؤسس المخابرات وأول رئيس لها، وهو رئيس الوزراء، وهو أيضًا نائب رئيس الجمهورية.. إلا أنه مات وسره معه.. فلا كتب مذكراته ولا أدلى بتصريح!.

المهم فى قصة التنحى أن أحدًا لم يقل إن الجماهير الثائرة لم تكن تكره زكريا محيى الدين، حين طالبته برفض التكليف، وإنما كانت تريد أن يعود عبدالناصر حتى لا يتركهم والمركب يغرق.. وأظن أن ردود فعل الشارع، التى دوّنها الأستاذ هيكل، لم تعكس وعى الأمة، بقدر ما كانت هناك عملية كبرى من داخل النظام لتجديد الثقة، ولو على حساب نائب الرئيس!.

وأعود إلى عنوان المقال «توقيت التنحى» فلم يكن هذا وقتًا يتنحى فيه عبدالناصر.. وقت يغرق فيه الشعب.. ووقت تغرق فيه مصر.. فهل يعقل أن يتنحى بعد هزيمة منكرة؟.. حتى إن الرجل الذى تولى بعده لم يكن مستعدًا.. وقال «هل هذا معقول؟».. وأول شىء قرره أن يُصدر بيانًا بالاستقالة.. واستقال فعلًا بعد يومين، وانتصرت إرادة الشعب التى صنعها الإعلام!.

ولا أقصد طبعًا مما أكتبه الآن أن أتوقف عند «عبدالناصر».. إنما أتحدث عن توقيت التنحى عند كثير من الرؤساء العرب.. «مبارك» لم يتنح فى الوقت المناسب، ولو أنه فعلها فى 2005، لكانت هناك تماثيل فى قلب القاهرة للزعيم الذى ضحى من أجل الوطن، لكنه لم يفعل حتى قامت عليه الثورة.. أيضًا بوتفليقة مثلًا لم يتقدم باستقالته فى وقت مناسب، فأقاله الشعب!.

عمر البشير أيضًا لم يتنح فى وقت يسمح فيه نظام الحكم بترتيب الأوراق.. ولم يقدم بديلًا مقبولًا.. انتظر حتى اندلعت الثورة «وتم سحبه من قفاه» ونُقل إلى السجن فى «سيارة مواشى»، يتقاذفه الثوار بالحجارة والأحذية.. وقبله كان القذافى وزين العابدين.. حارب الأول حتى قُتل، وهرب الثانى وأصبح معلقًا فى السماء حتى سمحت له السعودية بالهبوط، ومنحته حق اللجوء!.

إنها «فروق التوقيت».. قرار عبدالناصر كان «خطأ».. سواء للنظام أو للشعب.. كان الجميع فى حالة صدمة كبرى.. أيضًا توقيت تنحى مبارك كان «خطأ».. وكما رفض الشعب «محيى الدين»، رفض عمر سليمان أيضًا.. الأول كان بعد هزيمة عسكرية، والثانى بعد ثورة شعبية!.

المصدر :

المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توقيت التنحي توقيت التنحي



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon